29‏/02‏/2012

" الجهل "

" اذا اردت ان تربح فتعلم كيف تهزم اعدائك باحتراف "
كل منا له ارائه واختلافاته , له مميزاته وعيوبه , لا فرق بيننا الا بتنوع العيوب , اما المزايا فنحن نتجاهلها ولا ننظر اليها .
ليست عيوبنا من النوع التى تكتشفه بالنظره العابره ولكنها عيوب متأصله ترضخ لعقلنا الباطن دون ادنى تردد او شك , كم منا اكتشف عيوب نفسه ؟ لا استطيع ان اجزم على شخص انه توصل الى عيوب نفسه ولكننا دققنا وبحثنا وصنعنا كتبا ومقالات فى التنبؤ واستكشاف عيوب غيرنا , ورغم ذلك هو الاخر لم يقبل بالاعتراف بذلك. وحين تنظر الى نفسك ترى منه الانسان الكامل وان كان لك مدرسه تتبعها تتفنن فى تأليه مدرسيك وعدم قبول اى خلاف عليهم وتختلق لهم مبررات من الممكن ان يكونوا فى غنى عنها فكلنا بشر قابل للخطأ والذنب , ولو نظرنا الى حال مصر نجد العيب المشترك بين كل الطوائف انتشار الجهل ووصول الجهال الى مراكز مرموقه خلقت لنفسها انظمه مستبده لتبقى فى اماكنها ساعدها فى ذلك رضوخ عامه الشعب الذى يسير مع امواج البحر دون ادنى مقاومه , وما يضنينى ويسقمنى ان تزول انظمه وتظهر غيرها وتستخدم نفس السياسه وكأن الشعب المصرى لا يرضى بغير الذل الناشئ عن الجهل .
فلماذا لا نسعى ان نغير السياسه ونسترسل الساسه لينشروا العلم وننبذ الجهال من بيننا وحكماء كل فرقه يطردوا عيبهم وظالمهم ولا ننسى اننا بشرا مصريون ليس فينا الكامل الذى لا يخطئ ولا المخلد فى الارض الذى لا يموت , نجتمع بما يميزنا ونقيم العدل , نجتمع على ما يميزنا ونمحى الجهل , فلنعرف من عدونا ونحاربه عدونا فرقتنا لا اقصد فرقتنا كاحزاب او كأديان فالسماء خلقت لتغطى الجميع ولكن فرقتنا ان نتجاهل عيوبنا ونسعى لاظهار عيوب غيرنا . فلتهزموا من يفرقكم , اهزموا الجهل وانبذوه واطردوه , استحقروا المذنب وارفعوا من شأن السائر على الصواب , فبهذا تهزمون  عدوكم اللدود " الجهل"

28‏/02‏/2012

التأصل الرجعى


كان قد خرج علينا رجل بهى المنظر بلحيه سوداء يشوبها بعض البياض ومرتديا بدله انيقه وكرافت منسقه حول عنقه ودبوس تحت كتفه الايسر ومرتديا لضعف نظره نظاره . لا ارى فى ملبسه او هيئته الا ما هو مستورد من الدول الاجنبيه واختراع اجنبى حتى اللحيه مرسومه لتعطى شكلا وفى هيئته الاجنبيه هذه يقول ان تدريس الانجليزيه من المخططات الاجنبيه ,
والله انه لجهل لا تشوبه شائبه العلم , أى جمود فى الفهم هذا وأى تحضر هذا الذى ينادى به , وأى برنامج هذا الذى أخذ على عاتقه نشره فى دعايته الانتخابيه , اعتقد انى نسيت انه اعتمد فى دعايته هو وأمثاله انهم من بأيديهم الخلاص وأنهم المنقذون من الكفر والضلال , وأنهم اهل الدين وحماه الاسلام , فوالله الاسلام برئ من اقوال امثال هؤلاء.

ولو رجعنا بالخلف قليلا نجد مثله من يهنئ ويبارك لاحد المنافقين تحت قبه البرلمان , ويتهافتون عليه بالاحضان وكأنهم انتصروا فى غزوه ضد الكفار , ينادون بالاسلام ويكيلون بمكيالين , شعارهم العدل ولكنهم يأخذوه لاهلهم وابنائهم .

وقبل ذلك بسويعات يخرج علينا من يشبه نفسه بالنبى عليه افضل الصلاه والسلام ردا على اتهامه فى اشتراكه فى قتل المتظاهرين فى موقعه الجمل ويقول " هل يتهم النبى بالنفاق لانه جلس مع المنافقين "
بئسا لكم اعمالكم وأفعالكم , الاسلام برئ مما تنسبون اليه , ولستم الا ببشر خطاء ليس فيكم من الاسلام الا اسمه .

20‏/02‏/2012

يوم بناء طالب علم



رب يوم كأى يوم لا جديد فيه ولا قديم , او انه اليوم الموعود , لا اعلم فقد تجهزت للقاء وكأنه اللقاء المحتوم واعتدلت فى المشيه بعد ارتدائى بدله منمقه , اتزين كانه يوم عرسى ,حلقت ذقنى ومشطت شعرى وصرت كمن ينتظر قدوم عروسه , وبدأت اتبختر فى مشيتى من يرانى كأنه الطاووس بكل غروره وتحركت الى خارج غرفتى ووقفت وتذكرت وجهتى فانتابتنى رجفه هزت كيانى ودب الخوف فى جسدى وارتعشت يدى وبدأ الألم يقطع احشائى ورحت اذهب واجئ لقضاء حاجتى , ويمر الوقت وانا احاول التهدئه من روعى .
لم كل ذلك؟ هل انا ذاهب لالقى حتفى ؟,ام سيذج بى فى سجن مظلم عميق حتى ازوب بين جدرانه  مع تعاقب الازمنه , وإن كنت كذلك لم هذا الذى الذى ارتديته وتنمقت وتزينت . هل هناك من يتزين ليمر فى العذاب ؟؟؟ هذا انا ومعى كل زملائى فاليوم امتحان ماده الباطنه والتى قيل عنها قتلت مؤلف كتبها واصيب بالجنون دارسيها وراح يتخبط هنا وهناك راغبيها ورسم على ابواب مدخلها الجماجم والعلامات التحزيريه وراح امتحانها كسلخ الجلد عن اللحم بدون تخدير , هكذا يروون عنها فى الاساطير والكتب .
اتحرك خطوه للإمام وخطوتين للخلف حتى وصلت مبتغاى وحولى اصدقائى وزملائى تجازبنا وانشققنا وكأنه اليوم الذى لا يعرف الخل خليله من سيدخل اولا ؟ ومن سيدخل اخرا ؟ والعامل المشترك فى كل ان الجميع سيدخل ويمر من البوابات المثقله بهموم من قبلنا . جاء دورى واستسلمت لمصيرى . اخذ بيدى احد النواب من القسم المذكور وأوقفنى بجانب سرير ملقى عليه مريض فى جلباب بهى ومستلقى وامامه بطنه الكبيره , نظر إلى بعينان صفراوان وجلد شاحب , لا اعلم ماذا افعل هل ابدأ بالكشف ام اصمت حتى ارى ماذا سيحدث ورفعت نظرى فوجدت الورقه المعلقه على الجدار فوق رأس المريض وهنا عرفت المطلوب منى فاستبشرت واقتربت من المريض فاعترض تقدمى يده ممتده تجاهى ويغمز لى بعينه فلم اعى المطلوب ولكنه قال بصوت هامس محركا اصابعه "ادفع " بماذا ادفع ؟ وهل المفترض على الطبيب ان يلقى ببعض المال ليسمح له بوضع يده ؟ وهنا استسلمت واخرجت له مبلغا وحين امسك بالمال استرسل بالحديث واخبرنى بالاسئله والاجوبه , حتى جاء الممتحن وقلت له ما اخبرنى به المريض وانبهر وزاد انبهاره حين اكدت على الكلام بمعلومات من عندى , وانتقلت من مريض الى الاخر حتى انتهى المال من جعبتى وصرت ابيض الجيوب مفرغ اليدين ليس فيها الا ورقه وقلم وحقيبه ادوات طبيب ماهر يحلم بمستقبل مشرق , درس من الاعوام خمس وانتقل من بلده لطلب العلم ظانا بأن هناك من يد
ٌرسون اصول الطب ويعلمون الحكمه عن يقين .
افقت وانا امام اخر مريض مفرغ اليدين واكتشفت ان هذا هو مايسمى بالحاله الاساسيه التى سأمر بالفحص من منبت شعره حتى اظافر قدمه , فهذا المريض له مكانه خاصه فهو يتلقى من الاموال اضعاف قرنائه , انتابتنى رعشه وهو يطلب منى المال . ليس هناك مال ولا طريق لارضائه فتحركت الافكار فى ذهنى افكر وافكر هل انادى على ممتحن ليجبره ام اجرب حظى بالشكوى والتذلل له طالبا منه السماح وكأنى من ابنائه أم اعتمد على خبرتى واجرب حظى ؟؟؟؟؟؟
جربت الاولى فلم الق من الممتحن ان قال لابد من الدفع . جربت الثانيه فتبسم قائلا ومن انت حتى تشبه نفسك بأبنى .
ضاقت السبل ولا سبيل الا الاخيره فاخذت افحصه واقلبه وهو يضحك بأنى لن اصل لشئ ولكن ذاكرتنى ادرتنى انى رأيته من قبل وعرفت مرضه وجاء الممتحن . تحدثت بلباقه لا مثيل لها وايقنت ان مجهودى افضل من تلقى الاجابات بالاموال وبعد ساعه من الحديث عادت لنفسى الثقه وانا ابذل قصارى جهدى امام من يسمع فى صمت منتظر انتهائى ليضع تقييمه . انتهيت منتظر ابتسامه منه فقابلنى بوجه عبوس مخبرا اياى ان ما قلت ما هو الا اقوال المريض بعد تلقيه الكثير من الاموال وان ما فى عقلى سوى الجهل المتراص عبر السنين من التعبئه دون فهم , وكيف سأخرج من هنا ناجحا لأمر على المرضى اعالجهم بجهلى فأقتلهم او اصيبهم بأمراض هم فى غنى عنها .
محاضره فى الاخلاق يلقيها على مسامعى استاذ دكتور لم نراه فى مدرج المحاضرات سوى مره بعد تاخير استمر ساعه والقى المحاضره يومها فى عشر دقائق متحججا باننا لن نفهم ما يقول فهو ذو حكمه لا يعيها الجهال  وانه لن يخاطب من لا يسمع ولا يدرك مقدار ما يلقيه من علم .
ابتسمت مدركا انه لا مكسب غيرها , فقد جاء بكل زملائه التفو حولى أنا ومريضى المشؤم الذى لم يجد منى مبتغاه , الضحكات من حولى تناثرت , لم يتهامسو بالكلمات ولم يتهامسوا قالوا بها علنا وتفاخروا بارتفاع صوتهم , ابقيت صامتا مستمعا حتى استفزتهم ضحكاتى , وليكون ضميرهم فى سبات هنئ بدأوا ينهالون على بالاسئله وقد و
ُفقت فى الاجابه , ازداوا فى الاسئله وانهلت عليهم بالاجابات وكأنها معركه البقاء بينى وبينهم وهنا شمرت عن ساعدى وبدأت سيطرتى على الموقف حتى انسحب بعض من الملتفين وادركت انى قد ربحت . فسمحوا لي بالذهاب .................
لملمت اغراضى وخرجت من البوابه المشؤمه فى مشيه المنتصر ولم اعود اليها مدركا كم التقدم العلمى فى بلدى  الذى لا يزيد عن دفع الاموال لتتقدم ,,,,,,,,,,,

10‏/02‏/2012

بقايا التفرق

انا مع العصيان !!!!!!!!!!!!!!!!!
انا ضد العصيان !!!!!!!!!!!!!!!!
بقايا التفرق التى تختلقها الانظمه البائده
فكما شغلونا طيله اعوام فى الجدال حول احكام قضايا فرعيه , هل اللحيه فرض ام سنه ؟ هل النقاب فرض ام سنه .؟
ونسينا الاصول بكل معانيها . فهذه سبل الهاء الشعب عن حكم ظالميه.
حتى قامت ثوره ضد الظلم ولكنه لم ينتهى فهو مصر على استخدام نفس السياسات التفريقيه
فخرجنا من تفرق الاستفتاء بنعم او لا على تعديلات دستوريه ليست من الاصول وانما مخترعه من قبل النظام وتبادل الاتهامات
الى التفرقه بين مسلم ومسيحى كالعاده
ثم التفرقه بين اخوانى او سلفى او ليبرالى
ثم التفرقه لانصار المجلس العسكرى ومعارضيه
ثم التفرقه بين التحرير ومحيط وزاره الداخليه
وهذه بقايا نفس السياسات القذره التى يتبعها كل نظام مستبد
فهلا وعينا سياستهم والى متى سننساق خلفهم
هل نسينا اننا بجميع اختلافاتنا مكتوب فى بطاقتنا " جمهوريه مصر العربيه "
نسينا اننا تحت سماء وطن واحد واحترفنا الاتهامات والتخوين الى حد القذف
وصرنا مقيدين فكريا بشئ واحد هو اننا اصحاب الرأى الصواب ولا خلاف عليه
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
نسينا اننا قمنا بثورتنا لمحاربه الجهل والتعصب والفساد والذى ارى انه ما زال محيط بنا من كل الجهات , كلها محاولات لإلهائنا عن هدفنا السياسى واصبح عرض الاراء من ابواب هيا بعيده عنها حتى انى ارى بعضهم يقول
انا مع العصيان اذن انا مسلم , انت مع العصيان اذن انت ضدنا وضد المسلمين
والله انه لفكر عقيم يحتاج الى صيانه فلنرجع الى شهادات الضمان لنرى فتره الصلاحيه


ولن نحيد فى كل عن هدفنا
يســـــــــــــقط يســــــــــــــقط حكم العســــــــــــــــكر

دوائر متداخله ( قصه قصيره)



استيقظ من النوم , اغسل وجهى , اذهب الى عملى , اهتم بشئون عائلتى , ابحث فى تطوير ذاتى , احداث بلدى .
كلها دوائر مفرغه لا أعرف لها بدايه ولا نهايه , فقد بدأ الخط لرسم الدوائر منذ ولادتى ولن يتوقف الا بماتى .
كم دائره وما مدى التداخل والى اى مدى القرب من بعضها ؟ من اين ابدأ ؟ لا اعرف من اين ابدأ فكلها تداخلات واتعجب كيف يوظف عقلى هذا كله فسبحان من اوجده ينسجم ويتعايش مع الدوائر كلها.
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
الاستاذ محفوظ  موظف فى اداره جامعه القاهره يخرج من بيته صباحا فى تمام السابعه وكأن الوقت منضبط بيده يقف وسط حشد بملابسه الرثه ويحشر  جسده البدين داخل الاتوبيس ليصل الى عمله يحى كل من يقابله , فقدر بساطه عيشه بوجهه البشوش والابتسامه المتلازمه لوجهه يجذب الناس له ويلهيهم عن تفاصيل ملبسه , يلهيهم عن حزاءه الازلى المحاك يدويا فى ورشه قديمه فى حوارى الفجاله حيث يسكن فى شارع تملاءه الاطفال باللعب والمقاهى ليلا بالدخان.

يجلس الاستاذ محفوظ فى مكتبه امامه جريده اخباريه وروايه من روايات الادب الحديث فكم يحب القارءه ويحلم لو كان له قراء كثيرون ويتابعه الناس مثل المشهورين فهو يكتب فى جريده اسبوعيه لم يسمع بها احد بدون اسم الكاتب ومع ذلك فهو يدرس الاداب قسم الفلسفه, كم انت عظيم يا استاذ محفوظ .

ابتسامه مصطنعه يتخللها الحزن , عيون مشرقه تخفى الدموع فكم من احلام يقتلها الجمود , وكم من اشخاص يخفيهم الزحام , وكم من يقظه تحوى ثبات النوم
بدأ الاستاذ محفوظ يكتب مقاله " حال البلاد والعباد , فقد صار العباد يحكمون العباد باستعباد , فمن العباد من يحلم ان يصعد الى مجالس الاسياد يستيقظ بعدها على كابوس يختنق لعدم قدرته على استنشاق هوائهم فهو ليس كهواء العبيد ..................."

اشعل الاستاذ محفوظ سيجاره وامتلأ المكان بالدخان , غرفه ضيقه تحوى مكتب وبجانبه آله كاتبه . ينظر الى السقف يتساقط منه قشور الدهان فيتجاهله ويفكر كم بقى من راتبى ولم يمر سوى اسبوع من الشهر الحالى , هل استطيع ان اكمل الشهر وقد استهلت نصف راتبى وزينب ستهاجمنى كل صباح بصيحات تسلخ بقايا جلدى متهمه اياى بالبخل والشح .......................
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
ينقطع عن التفكير وينادى عم عطيه ليحضر له فنجان قهوره يرتشف رشفه , يتحسس طعمها اللازع ويتأمل لون القهوه الداكنه المتداخله مع خطوط افتح ويشعل سيجاره اخرى ويكمل المقال .
" من يدرى هل سيظل حكم الاسياد وهل ستنقلب دوله الفساد فيتهافت العبيد على المناصب وتظهر الفئران من جحورها (وتظل الفئه البعيده كما هى ) الفئران ينشؤون دوله بشعارات العداله والانصاف وتبهرهم السلطه فيعود دوله السلطان وينقلب الحال وتعود الحياه كسابق عهدها ............"
,,,,,,,
يقاطع عم عطيه : الحساب يا استاذ محفوظ ,
يدخل يده فى جيبه ليخرج النقود ويسترسل عم عطيه : العيال يا استاذ محفوظ الواد الكبير مجننى مش عارف اثبته فى شغلانه والبت هنيه جالها عريس واد ابن حلال عجلاتى فاتح تحت البيت ..................
يعلم الاستاذ محفوظ البقيه فيعطيه عشره جنيهات ويقاطعه : هات بالباقى حلاوه للواد الصغير ومستنيك فى البيت بالليل عندنا شويه كراسى مش عايزينهم اتصرف فيهم ومتنساش تعزمنى على فرح هنيه .
يبتسم عم عطيه ابتسامه عريضه وينهال بالدعوات
يتجاهلها الاستاذ محفوظ ويستكمل المقال
" الى متى ستظل الفئه البعيده كما هى , بعيده عن السلطان وعن نظر السلطان , حتى عبيد السلطان فهم فى منأى منهم , التهميش مصيرهم . يسوء الاقتصاد يتحملون تأخير الاجور , يتحملون غلاء الاسعار , حتى انهم يتحملون تغير المناخ يتعرون فى برد الشتاء من ملابس ينقصها الفراء ............."
ينقبض صدره فجأه ويشعر للحظه انه من قلب الفئه البعيده المهمشه , يضع السيجاره على حواف مكتبه يتساقط الرماد على ارض عطنه من رطوبه الاجواء , يغمض عينيه ويستند على يديه . الاكتئاب تملك قلبه , اليأس تملك عقله , الصمت يحوم المكان . جرس الهاتف المزعج كسر الصمت فرد الاستاذ محفوظ : الو
المتصل : الف مبروك يا استاذ محفوظ اخر مقاله ليك حققت صيت عالى واعجبت النقاد والجريده حققت اعلى مبيعات بسببها .
الاستاذ محفوظ : بجد على كده بقه هتنزودلى المرتب
المتصل : مرتب ايه بقه ده انت جالك عرض تعاقد مع جريده يوميه مشهوره ونقاد عرضوا انهم يجمعوا مقالااتك فى كتاب وينشروه على حسابهم كمان.
لم يتمالك الاستاذ محفوظ نفسه من الفرحه , انشرح صدره , وامتلأ وجهه بابتسامه عريضه اتصلت بين اذنيه .
وأخذ يخطط , سينتقل من حاره العبيد الى ميادين الملوك , الملابس ستكون من الحرير ويتحلى بالياقوت , وسيغتنى بالجوائز والنقود , فقد انتقل من فئه المهمشين البعيده مباشره الى وسط السلاطين والملوك
................................
حريقه , حريقه , حريقه
افاق الاستاذ محفوظ على صوت عم عطيه ينادى وامامه تحترق المقاله من بقايا السيجاره
واذا بجرس الهاتف يرن
المتصل : فين المقاله بتاع الاسبوع ده يا محفوظ
الاستاذ محفوظ : اسف والله يا استاذ هكتبها تانى عشان اتحرقت غصب عنى
المتصل : اتحرقت , وانت نايم على نفسك مخصوم منك اسبوع .

06‏/02‏/2012

حكومه الاباده الوطنيه

 كتبت بتاريخ :1 فبراير 2012
حكومه الحزب الوطني بقياده الجنزوري وتحت حكم المجلس السمكري تحكم بإتقان شئون الدوله واتمام السيطره علي عقول الشعب وتعيد صياغه مخطط قديم لنشر الفوضي . فبعد الغاء قانون الطوارئ المزعوم وظهور وزير الداخليه في مجلس الشعب ببياناتهم المسكنه ويلح في احتياجه لقانون الطوارئ نشاهد سرقه بنك وسرقه سياره نقل أموال ومكاتب البريد واخيرا وليس اخرا احداث ماتش الاهلي والمصري.
ومن الواضح التنظيم في اداره الفوضي.

فهل سيخرج من ينادون ببقاء حكم العسكر كما حدث مع عبدالناصر ام سيخرج من يعيد تشريع الطوارئ بشرعه الشعب. فسحقا للاستحمار ويسقط غباء السلطه ولا لسخافه العسكر
http://www.facebook.com/mahmoud.alamin/posts/3217780130123

بدايه التحول

بدايه التحول

كعادتى اتأخر فى اتخاذ القرار , فحين قررت ان اكتب كان يلزمنى ان افكر وافكر لايام ,ربما طالت هذه الايام ولكنى فى النهايه كتبت.
الفقير ليصبح غنيا يلزمه ان يعمل ويكد ويحالفه الحظ ليربح , ولكن المغيب والمهمش ليصبح واقعيا يلزمه من الحظ الكثير. فقد حالفنى الحظ ان تقع عينى على جرائم امام عينى ولمجرد التفكير فى المسؤل تلازمنى الرهبه والخوف واختلق المببرات له, هل هذا خوف من السلطان ام خوف من حرس السلطان ام خوف من الزمان ولكن لكل خوف نهايه ولكل ظلام نهايه .
,,,,,,,,,,,,,,
جائتنى دعوات كغيرى على مواقع التواصل الاجتماعى ومن جانبى ارسلت نفس الدعوات لمن اتواصل معهم بالنزول فى يوم 25 يناير ولكنى لم ادرك انها اللحظه الحاسمه او انها لحظه التحول, فلم اعط اهتماما لما يقال او يتناقل فأنا كغيرى اقتربت من فقدان الامل. الدعوه كانت بالنزول فى مظاهره سلميه تطالب بــ " عيش , حريه , عداله اجتماعيه " . وكان اختيار يوم 25 "عيد الشرطه "بسبب طغيان جهاز الشرطه ومن يتبعه بما يسمى جهاز امن الدوله الذى كان بمجرد ذكر اسمه تنتابك رعشه يعقبها صمت .
تابعت الاحداث ليومين وانا اختلق المببرات ولكن فى عقلى صراع بين التنازل عن قول الحق وبين الاقتناع بالباطل فقررت النزول لارى بعينى واحكم بنفسى , "28 يناير" مشاهد لن تمسح من ذاكرتى رغم اعتدال درجات الحراره وعدم وجود شبوره مائيه او عواصف او امطار الا ان جهاز حمايه المخلوع الذى كان شعاره " الشرطه فى خدمه رئيس جمهوريه " اختلق مناخا اخر مغيم بضباب دخان تستنشقه وكأنك ابتلعت موس حلاقه يهتك بجوف حلقك ودموع كمن مات له قريب واحمرار العينين وسواد تحتهما كسواد من لم ينام لاسبوع . وعواصف رعديه تمطر بوابل من اجسام مطاطيه تخترق الاجساد وعصى سوداء تهشم العظام , اناس تجرى هنا وهناك فمن يحالفه الحظ يقع فجأه ,تفتش فى جسده فتجد ثقبا فى جبهته او خلف رأسه او فى صدره كان هذا ارحم حالا ممن مرت عليهم سيارات تخرج من وسط الضباب . وسط الجموع والعدد المهول تضائلت فى اعيننا أمل الحياه ونسينا الحلم بالعيش والولد واختلق الرعد شراره كسرت الاقفال عن ابواب مغلقه على وحوش لا تهاب الموت ومع تصاعد الشمس فى وسط السماء تصاعده ادخنه وغازات واصوات طلقات وتصاعد معها ارواح شهداء.
,,,,,,,,,,,,

اغيب عن الواقع للحظات لا تسمع اذنى سوى طنين ارى المشهد امامى وكأنى فى فيلم سينمائى صامت بطوله شارلى شابلن , واقف فى زهول , امسكت بيد شخص امامى ذو ملامح داكنه وملابس رصه , اوشكت على الوقوع مغميا ولكنى افقت على صوت كاد يخترق اذنى ودماء غمرت يدى ووقع الرجل , استدركت وعيى على حمل خمسه من الرجال له يعدوون وسط الحشد كمن فى سباق الاوليمبياد فهناك يتسابقون على ميداليه ذهبيه وهولاء يتسابقون لانقاذ روح اغلى من الذهب..........

,,,,,,,,,,,,

ايقنت قرب مماتى وظللت اكرر الشهاده وسط رعشه تملكت جسدى وعرق يتصبب كقطرات الندى اشعر ببردها تحت رقبتى وانقباض حلقى كأنى اتنفس من ثقب من ثقب صنعه دبوس فى حاويه بلاستكيه داخلها رأسى وشعرت كمن بلغت روحه الحلقوم , قاربت على الاستسلام والسقوط وتباعد الناس من حولى ووجدتنى امام رصيف خلفه شرائح مصفحه تحوط بمكان بناء تحت الانشاء فقررت الجلوس والاستسلام للقدر وانتظر رصاصه غادره فهب صوت يهلل من بعيد " الجيش فى الميدان ياشعب " وتوالت الصيحات " الجيش والشعب ايد واحده"
وظهرت اجسام بلون الصحراء يعلوها رجال يلبسون الكاكى تغطى رؤسهم الخوز والباريهات . اختفت الشمس من السماء وحل الليل بنور بهجه تعلوا الوجوه واستقريت بالجلوس على الرصيف افكر مليا فيما يحدث وما قد يحدث .
,,,,,,,,,,
جسدى ملئ بالحيويه رغم الارهاق ,عقلى مفعم بالافكار رغم الضلال ,روحى مكتظه بالامل رغم الحصار.
الجسد البدين المهمل تغاضى عن بطء حركته وصار كطائر فى الهواء , العقل المغيب كسر القيود واطلق العنان للابداع فمن يدرى رب لحظه تغير حياه فيوم واحد انقلنى من غيابات الارض الى عنان السماء.

شارك اصدقائك