حين اسلم عينه لسبات بعد ارهاق رأى فى منامه وكأن الانتخابات جاءت بـ احمد
شفيق رئيسا لجمهوريه مصر العربيه ومرت الايام وعلى غير المتوقع ازدهار فى الاقتصاد
وتنميه فى الزراعه وتطوير فى التعليم وزياده فى المرتبات وانخفاض فى الاسعار
وارتفاع اسهم البورصه واحترام المصرى بالخارج وعوده الاستقرار فى الداخل والاهتمام
بالفلاح والعامل وتوسيع الرقعه الزراعيه والصناعيه وانشاء المدن الجديده وانخفاض
نسبه البطاله وكأن الثوره نجحت حقا على يد احمد شفيق , عاما من السعاده والهناء ,
من التقدم والازدهار , لم يحل مجلس الشعب كما كان متخوفا ولم يسجن الثوار كما كان
متوقعا , انتهى العام المبارك وبدأ عام القضاء على اصحاب الالسنه الملقبون بشباب
الثوره , حركات وائتلافات ونخبه وكتاب وشخصيات عامه , لن يحتاج احمد شفيق الى
تشويههم , بالفعل تم ذلك على يد الاعلام وبعض رجال الدين فهم اجندات وعملاء
وفوضويين واناركيين واعداء الدوله والدين , عاما آخر للقضاء عليهم والشعب بجواره
يدا بيد فهو الزعيم والقائد , استطاع احمد شفيق الرئيس صاحب السياسه المخضرمه ان
يطوع الشعب ويرضيه ويطوع الاسلاميين ويرضيهم فبقائهم فى البرلمان امر حتمى ونصف
الحكومه يكفى , مر عام اخر ولم نسمع انجازات للبرلمان وبدأ احمد شفيق يستعد
للانتخابات فى الدوره القادمه , اعاد تشكيل الحكومه وتقديم بعض الوزراء ( قيادات
اسلاميه ) للتحقيق فى قضايا فساد ادارى ومالى واستخدام نفوذ السلطه فى الكسب غير
المشروع , وجائت الانتخابات فلم يحصل الاسلاميون على النسبه المتوقعه نظرا
لانشغالهم فى درء التهم الموجهه اليهم والاجتماع مع ما تبقى من شباب الثوره
المعتقلين لدراسه كيفيه الخروج من الازمه , ونجاح احمد شفيق فى الدوره الثانيه .
استيقظ فزعا واستعاذ من الشيطان وبصق عن يساره ثلاثا وقام يتخبط فى ظلام
الغرفه يبحث عن كوب ماء يتلقى منه جرعه
ترطب جوفه لينسى هذا الكابوس وعاد الى نومه , فإذا بالانتخابات ونتائجها تراوده عن
نفسه ولكن هذه المره نجح محمد مرسى فاشتددت الازمات وضاقت الاحوال وازدادت
الاضرابات وما زال الانفلات , وامتنع الكثير من الداخليه عن الاجتماعات , ومن
قيادات الجيش عن اللقائات والحال يزداد سوءا اكثر مما فات , وحين طالبوا الاجتماع
مع القوى الثوريه لم يصلوا الى اتفاقات , هذا يريد منصبا وزاريا والاغلبيه تريد
المناصب السياديه , فاجتمعوا بالمجلس العسكرى وهنا جاء الاتفاق , وحل الامن
والوفاق ولانهم يسعون للاصلاح فلا سبيل الى الصدام , ارتضوا بالقليل ليحصدوا فى
المستقبل الكثير وكان لابد من التضحيه بفريق فضحينا بشباب الثوره اصحاب الالسنه
الطوال فهم اجندات وعملاء وفوضويين واناركيين واعداء الدوله والدين , وظل الحكم
ابد الابدين من الظاهر رئيس وحكومه وبرلمان ومن الخلف مشير وعنان وبدين .
يبدو انها ليله الكوابيس فالحل ان اظل مستيقظا لا نوم ولا تغفيل , فالعين
بصيره واليد قصيره , وما باليد حيله الا ان نكتب ونقول ونعيد ونزيد الميدان ثم الميدان اخوان , سلف ليبراليين , اقباط اتحدوا واثبتوا
ان السلطه وسيله او سبيلنا قبر اوتأبيده