03‏/08‏/2012

المعارضه والنرجس

لا شك ان الكثير يعرف اسطوره " نرجس " التى تحكى بأنه كان هناك شاب وسيم ينظر لنفسه دائما فى البحيره فيعجبه جمال نفسه فيظل يتأمل فى جماله ويتباهى بحسنه حتى سقط فى البحيره ومات .....
ويبقى السؤال ما هو السبب فى وفاته بهذا الشكل , هل بسبب خيلائه وتفاخره بجماله , ام انه بسبب البحيره التى عكست له صورته المتخالطه مع انعكاس ضوء الشمس فيصير متوهجا ؟؟؟ يبدوا اننا لن نعرف الاجابه او اننا نتهرب منها فحين نرى المديح الزائد عن حده لاحد المسؤلين فإنى اتذكر البطانه المؤمنه على اقوال السيد المسؤول بالخير او الشر , وفوق هذا مدح على صواب قرارات السيد المسؤول ورجاحه عقل السيد المسؤول ... الخ ... الخ . وحين يعترض أحد على السيد المسؤول ويقول لماذا تأخر فى كذا ولماذا فعل كذا ولماذا لم يهتم بكذا فيكون دائما الهجوم والتخوين والتشكيك فى الوطنيه والنزاهه والحياديه , وعلى الرغم من أنى اكره كلمه الحياديه حين تكون بين الصواب والخطأ , الا انه اتهام من ضمن الاتهامات التى تتم توزيعها مجانا لكل من يرغب فى الاعتراض او النقد , وكأن مياه البحيره لا تعكس الصوره الحقيقيه وانما تعكس توهج اشعه الشمس , وهذا ما ادخل الغرور الى قلب نرجس . نظريات كثيره للتفسير كلها متفقه على المصالح الخاصه وليست المصالح المشتركه ... امدح السيد المسؤول كى تكون وزيرا او تكون سفيرا او حتى رئيس وحده محليه , المهم انك ستلبى رغبه دفينه بداخلك للوصول الى المنصب .
تبا لمدحكم الزائف , أليس الاولى ان تأخذوه بالنصيحه ؟؟ يبدو انه سؤال قديم لان اجابته معروفه " نحن نعمل والجميع ينعق " , انها الاجابه المعهوده من بطانه السيد المسؤول فقرارات السيد المسؤول لا تحتمل الشك او التأويل كلها كلمات مقدسه توحى اليه والمعرضون هم اصحاب العقول الضيقه لا يظهرون الا بكلمات تملأ الافواه يكفرون بفضل ونعمه السيد المسؤول , ويضلون عن سواء الصراط الذى ارتسمه السيد المسؤول للمرحله القادمه , ويشتكون من قله الخدمات ونسوا انه العقاب السماوى لاعتراضهم على السيد المسؤول ومحاوله التقليل من قراراته السديده .. الى متى ستظل البحيره تعكس الصوره مختلطه باشعه الشمس اما آن للشمس ان تغيب !!!
ولكى اكمل الاسطوره فإنه فى يوم من الايام اختل توازن نرجس وغرق فى البحيره ونبتت ورده مكانه دائما تنظر الى الماء وسميت "نرجس " وسكن المحيط واختفى نرجس ليبقى منه هذه الورده , إلا ان اوسكار وايلد الكاتب والشاعر الايرلندى اضاف للقصه شئ من الدراما فاستكمل بأن آلهه الغاب جاءت الى البحيره العذبه فوجدتها قد تحولت الى زير من الدموع المره فسألتها :
- لماذا تبكين ؟
اجابت البحيره :
- ابكى نرجسا .
فعلقت الهه الغاب قائله : ليس فى هذا ما يدهشنا وعلى الرغم من اننا كنا دوما فى اثره فى الغابه , الا انك الوحيده التى تمكنت من تأمل حسنه عن كثب . كان نرجس جميلا اذا ؟
مكثت البحيره صامته للحظات ثم قالت :
- انا ابكى نرجسا لكننى لم الحظ قط انه كان جميلا , انما ابكيه لانه فى كل مره انحنى فيها على ضفافى كنت اتمكن من ان ارى فى عينيه انعكاسا لحسنى .
ويبدوا ان اوسكار توصل الى التفسير الذى عجز الكثيرين عن تفسيره ... طبتم بخير بعيدا عن البحيره وعن نرجس .




شارك اصدقائك