07‏/03‏/2012

فتاتى بين ثقافتين !!!


من وسط الانوار اراها قادمه تشع كالشمس فى سمائها, بابتسامه تخطف القلب من جمالها ,ابتسامه تكشف عن اسنان مرصوصه كالآلئ فى فم صغير , عيونها كالمها تذيب الثلج من سحرها , كل منسق بوجهها كأنما لوحه من ابداعات دافنشى , قادمه متبختره بجسدها الصغير الطاغى فى انوثته ,مرتديه فستانا ابيض يجر ذيله خلفها وهى ممسكه بطرفه , اعلى رأسها تاج غاص فى خصيلات شعرها المتطاير,يمشى بجوارها ابوها قادم نحوى يسلمها لى لتدخل عالم قلبى قبل ان تدخل بيتى.

هكذا احلم بها كل يوم منذ ان تقدمت لخطبتها ,حين اقدم على سريرى ارغبها بجوارى استأنس بها , استشعر حرارتها فى مهبات عصف الشتاء , وتغرقنى برحيقها فى رطوبه الصيف , اشتاق لها وكأنى لم احادثها بالامس , متى سيحين اللقاء ؟ متى سيكون لنا بيتا لا قرين فيه ولا قريب ؟ ...... انتظر هذا اليوم كأنه يوم مولدى الاول ليسجله التاريخ بأنى ولدت معها من جديد , حين يبدأ حديثنا لا نتدارك مرور الوقت وانسى هموم الكد والعهد , تخفف عنى ما حملته اكتافى من عبء , تزيل عنى غبار يوم شاق من العمل ,وتسمح لى بالغرق فى بحر صوتها العزب ..............لم اتردد؟ فلنبدأ حديثنا المعتاد فى مكالمه ليليه حتى الشروق

_الو ( اجابتنى بصوت اجوف مبحوح)
_الو , وحشتينى مووووووووووووت ,ماله صوتك ؟
_مفيش حاجه متشغلش بالك
_لا بجد فى ايه ,فى حد مزعلك


انهارت ببكاء اصابنى بضيق , وبدأ سيل من احداث اليوم , بدت فى اولها كيوم عادى الى ان فاجأتنى حديث دار بينها وبين بنات عمها الللاتى لم ار وجوههم ولا اعرف ملامحهم منذ أن امتلآت اجسادهم وفهمت انهم انقضوا عليها باللعنات والسباب وان لباسها الذى لا يجسدها إلا انه ليس بملحفه وحجابها الذى يغطى شعرها دون وجهها ليس هو الدين وان لم تفعل مثلهم فهى ناقصه دين داعيه لفساد الشباب وترغبهم فى جسدها وإن فعلت فهم قد زنوا بها .

وبعد حديث استمر لساعتين هدأت من غضبها وخوفها المتناقضين واشعرتها بطمأنينه تطيب لها نفسها لتنام هادئه البال ولا يشغلها كلام أى شخص ولتستعد فلم يبق الا القليل على موعد زواجنا . ويبدأ انا تفكيرى فى هذا الزمان.

الزمان الذى اصبح دعاه أى فكر نظرتهم للمرأه بشهوه جسديه ليس بها عقل أو حتى روح فأنحصرت بين دعوتين اجتاحتنا اعلاميا واجتماعيا احداهما دعوه بدويه لا تهتم الا بحجب المرأه وكأنها ما خلقت لتظهر ولا وجدت لترى ,والاخرى تدعو للتعرى وكأن جسد المرأه هو مهنتها التى تتربح منها .
فكر حيوانى شاذ  لا يرى من المرأه الا جسدا تنتظره الكلاب لتنهش فيه وتتخبط المرأه بينهما, ينتابها التناقض القاتل الذى ما إن وصل شأنه الى انجرف بها فى احدى الهاويتين ويضمحل فكرها لرعايه جسدها .

فأنا اتعجب من بنات عمها فأنا اعرفهم ليس بالوجه ولكن بحساباتهم الوهميه على مواقع التواصل واعلم ما يفعلون اذ اقتنصوا فرصه خلوهم باجسادهم فى غرف مغلقه , فهم عراه بالتخفى , "يحسبهم الجاهل اغنياء من التعفف".
وغيرهم فى الشوارع عراه جسدا وخلقا ولا يتخفون بذلك, هؤلاء وهولاء كل انجرف نحو الحدود البعيده ونسى ان الطريق الاوسط هو الايسر وانه لا سبيل لنجاتنا بالهروب من حقيقتنا واننا خلقنا بغريزه تجذب بين شقينا الذكر والانثى فما ان توسطنا كان ايسر لنا الوصول دون ادنى خساره ,
ارهقت بالتفكير فى امر صارت دعوات  الانجراف الى الحدود البعيده تلوذ بانتشار بالغ الصيت لها من يدعمها ولها من يمولها .

بدأ الضوء يضيق فى عينى ورحت فى سبات عميق استيقظت لأكمل كلماتى بقوله تعالى " وجعلناكم امة وسطا " ولنأخذ منهجنا من اساتذه العلم وليس من هواه العلم , وما خلق الله لعبد عضوا الا وله فائده فلنعمل العقل 


شارك اصدقائك