21‏/05‏/2012

اعطونا فرصه


تمر الايام والاسابيع وايضا الشهور والسنون وننسى او نتناسى ما حدث وما يحدث وما هو متوقع الحدوث , فحين علمت باضراب معتقلى العباسيه عن الطعام وتضامن شخصيات عامه وناشطين معهم اليوم لتحقيق مطالبهم ورأيت العيون الجميله التى تضحى وتحب وتسعى وتجاهد من اجل اشخاص ربما لا يعلمون اسمائهم ولكنهم يعلمون بشئ واحد احقيه المواطن المدنى فى محاكمه مدنيه وليست عسكريه , خرجت من مقر اجتماعهم فى نقابه الصحفيين وفى يدى ورقه وقلم لاكتب ما يجرى وفى قلبى شوق للحريه وفى حنجرتى صوت محبوس يود لو يبلغ العالم ليخبرهم بمطالبنا التى هى من اقل حقوقنا ,والتى سكت عنها رجال البرلمان واصحاب المسؤليه , فرأيت امامى شابان يتحرشان بفتاه احمرت وجنتاها وامتلات عيناها بالدموع وهما مصران على ملامسه احنائها ومضايقتها بشتى الطرق , فما ان رأونى امامهم عادوا ادراجهم , فقطعت الورقه وهممت ان اكتب عن التحرش الجنسى والانحراف الاخلاقى والمجتمعى والسلطه الذكوريه المحترفه فى اختراع المبررات للرجل ليفعل ما يريد وانه لا سبب فى انحراف المجتمع سوى المرأه , ويتشدقون بالاحاديث والايات وتناسوا دائما أمر النبى (صلى الله عليه وسلم) بغض البصر .
سقط القلم من يدى فملت لالتقطه وحين رفعت رأسى لمحت حادثه تحرش اخرى ولكن على النقيض تتعالى ضحكات الفتاه مع كل كلمه ولمسه , فعلمت ان التقويم منقوص للجانبين والحريه مفهوم خاطئ للطرفين وعلينا اعاده تربيه الجنسين ليفهموا ان الاخلاق غير مقرونه بلغه الجسد .
وضعت القلم فى جيبى ودخلت المسجد لاروح عن نفسى واصلى ركعتين ليذوب الغم عن قلبى , وفى صلاتى وجدت شيخا يتحدث فى جمع فيقول " حضور انتخابات الرئاسه واجب , وصوتك "لفلان" واجب شرعى , فهو مدعوم من الله , وصوتك له نصره للدين , ومن يصوت لغيره آثم " , ازددت غما على غم ورفعت يدى الى الله اشكو جهل امتى والتفانى فى استخدام الجهال .
خرجت من المسجد مهموما , افكر فى حلول , هل نترك الدوله لحال سبيلها , هل قامت الثوره من اجل سيطره الجهل والفقر او استغلال الجهل والفقر , وهمت فى همى وفكرى فقاطعنى طفل بقوله " اعطنى جنيه " فتبادلنا الحديث حتى علمت ان المرأه القعيده فى نهايه الطريق هى امه وان والده متوفى وليس لهما عائل , فلم يخطر ببالى سوى المرشح المدعوم من الله اين هو من هولاء .
قررت العوده الى دارى فأنكفأ على نفسى فى محرابى وانظر ماذا سيحدث , وفى الطريق دخلت على موقع الفيس بوك , فرأيت كلاما من صديق " اعطونا فرصه اربع سنوات وان لم نفعل شيئا لا تعطونا المزيد , اعطونا كافه السلطات لنعمل وسنبهركم بأعمالنا , انتخبوا مرشحنا حتى يكون معنا كل مقدرات الدوله فننهض بكم بمشروعنا " فتذكرت من قالوا اعطوا مبارك فرصه , واعطوا شفيق فرصه , واعطوا المجلس العسكرى فرصه , واعطوا الجنزورى فرصه , واخيرا لن نفعل شيئا للدوله الا اذا اعطيتمونا فرصه .
انتهى الكلام وخرس لسانى وغاب عقلى واحترت فى التصارعات بين رجال السلطه وبين رجال الفقر وبين رجال الجهل ونحن بينهم حائرون .

شارك اصدقائك