10‏/02‏/2012

بقايا التفرق

انا مع العصيان !!!!!!!!!!!!!!!!!
انا ضد العصيان !!!!!!!!!!!!!!!!
بقايا التفرق التى تختلقها الانظمه البائده
فكما شغلونا طيله اعوام فى الجدال حول احكام قضايا فرعيه , هل اللحيه فرض ام سنه ؟ هل النقاب فرض ام سنه .؟
ونسينا الاصول بكل معانيها . فهذه سبل الهاء الشعب عن حكم ظالميه.
حتى قامت ثوره ضد الظلم ولكنه لم ينتهى فهو مصر على استخدام نفس السياسات التفريقيه
فخرجنا من تفرق الاستفتاء بنعم او لا على تعديلات دستوريه ليست من الاصول وانما مخترعه من قبل النظام وتبادل الاتهامات
الى التفرقه بين مسلم ومسيحى كالعاده
ثم التفرقه بين اخوانى او سلفى او ليبرالى
ثم التفرقه لانصار المجلس العسكرى ومعارضيه
ثم التفرقه بين التحرير ومحيط وزاره الداخليه
وهذه بقايا نفس السياسات القذره التى يتبعها كل نظام مستبد
فهلا وعينا سياستهم والى متى سننساق خلفهم
هل نسينا اننا بجميع اختلافاتنا مكتوب فى بطاقتنا " جمهوريه مصر العربيه "
نسينا اننا تحت سماء وطن واحد واحترفنا الاتهامات والتخوين الى حد القذف
وصرنا مقيدين فكريا بشئ واحد هو اننا اصحاب الرأى الصواب ولا خلاف عليه
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
نسينا اننا قمنا بثورتنا لمحاربه الجهل والتعصب والفساد والذى ارى انه ما زال محيط بنا من كل الجهات , كلها محاولات لإلهائنا عن هدفنا السياسى واصبح عرض الاراء من ابواب هيا بعيده عنها حتى انى ارى بعضهم يقول
انا مع العصيان اذن انا مسلم , انت مع العصيان اذن انت ضدنا وضد المسلمين
والله انه لفكر عقيم يحتاج الى صيانه فلنرجع الى شهادات الضمان لنرى فتره الصلاحيه


ولن نحيد فى كل عن هدفنا
يســـــــــــــقط يســــــــــــــقط حكم العســــــــــــــــكر

دوائر متداخله ( قصه قصيره)



استيقظ من النوم , اغسل وجهى , اذهب الى عملى , اهتم بشئون عائلتى , ابحث فى تطوير ذاتى , احداث بلدى .
كلها دوائر مفرغه لا أعرف لها بدايه ولا نهايه , فقد بدأ الخط لرسم الدوائر منذ ولادتى ولن يتوقف الا بماتى .
كم دائره وما مدى التداخل والى اى مدى القرب من بعضها ؟ من اين ابدأ ؟ لا اعرف من اين ابدأ فكلها تداخلات واتعجب كيف يوظف عقلى هذا كله فسبحان من اوجده ينسجم ويتعايش مع الدوائر كلها.
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
الاستاذ محفوظ  موظف فى اداره جامعه القاهره يخرج من بيته صباحا فى تمام السابعه وكأن الوقت منضبط بيده يقف وسط حشد بملابسه الرثه ويحشر  جسده البدين داخل الاتوبيس ليصل الى عمله يحى كل من يقابله , فقدر بساطه عيشه بوجهه البشوش والابتسامه المتلازمه لوجهه يجذب الناس له ويلهيهم عن تفاصيل ملبسه , يلهيهم عن حزاءه الازلى المحاك يدويا فى ورشه قديمه فى حوارى الفجاله حيث يسكن فى شارع تملاءه الاطفال باللعب والمقاهى ليلا بالدخان.

يجلس الاستاذ محفوظ فى مكتبه امامه جريده اخباريه وروايه من روايات الادب الحديث فكم يحب القارءه ويحلم لو كان له قراء كثيرون ويتابعه الناس مثل المشهورين فهو يكتب فى جريده اسبوعيه لم يسمع بها احد بدون اسم الكاتب ومع ذلك فهو يدرس الاداب قسم الفلسفه, كم انت عظيم يا استاذ محفوظ .

ابتسامه مصطنعه يتخللها الحزن , عيون مشرقه تخفى الدموع فكم من احلام يقتلها الجمود , وكم من اشخاص يخفيهم الزحام , وكم من يقظه تحوى ثبات النوم
بدأ الاستاذ محفوظ يكتب مقاله " حال البلاد والعباد , فقد صار العباد يحكمون العباد باستعباد , فمن العباد من يحلم ان يصعد الى مجالس الاسياد يستيقظ بعدها على كابوس يختنق لعدم قدرته على استنشاق هوائهم فهو ليس كهواء العبيد ..................."

اشعل الاستاذ محفوظ سيجاره وامتلأ المكان بالدخان , غرفه ضيقه تحوى مكتب وبجانبه آله كاتبه . ينظر الى السقف يتساقط منه قشور الدهان فيتجاهله ويفكر كم بقى من راتبى ولم يمر سوى اسبوع من الشهر الحالى , هل استطيع ان اكمل الشهر وقد استهلت نصف راتبى وزينب ستهاجمنى كل صباح بصيحات تسلخ بقايا جلدى متهمه اياى بالبخل والشح .......................
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
ينقطع عن التفكير وينادى عم عطيه ليحضر له فنجان قهوره يرتشف رشفه , يتحسس طعمها اللازع ويتأمل لون القهوه الداكنه المتداخله مع خطوط افتح ويشعل سيجاره اخرى ويكمل المقال .
" من يدرى هل سيظل حكم الاسياد وهل ستنقلب دوله الفساد فيتهافت العبيد على المناصب وتظهر الفئران من جحورها (وتظل الفئه البعيده كما هى ) الفئران ينشؤون دوله بشعارات العداله والانصاف وتبهرهم السلطه فيعود دوله السلطان وينقلب الحال وتعود الحياه كسابق عهدها ............"
,,,,,,,
يقاطع عم عطيه : الحساب يا استاذ محفوظ ,
يدخل يده فى جيبه ليخرج النقود ويسترسل عم عطيه : العيال يا استاذ محفوظ الواد الكبير مجننى مش عارف اثبته فى شغلانه والبت هنيه جالها عريس واد ابن حلال عجلاتى فاتح تحت البيت ..................
يعلم الاستاذ محفوظ البقيه فيعطيه عشره جنيهات ويقاطعه : هات بالباقى حلاوه للواد الصغير ومستنيك فى البيت بالليل عندنا شويه كراسى مش عايزينهم اتصرف فيهم ومتنساش تعزمنى على فرح هنيه .
يبتسم عم عطيه ابتسامه عريضه وينهال بالدعوات
يتجاهلها الاستاذ محفوظ ويستكمل المقال
" الى متى ستظل الفئه البعيده كما هى , بعيده عن السلطان وعن نظر السلطان , حتى عبيد السلطان فهم فى منأى منهم , التهميش مصيرهم . يسوء الاقتصاد يتحملون تأخير الاجور , يتحملون غلاء الاسعار , حتى انهم يتحملون تغير المناخ يتعرون فى برد الشتاء من ملابس ينقصها الفراء ............."
ينقبض صدره فجأه ويشعر للحظه انه من قلب الفئه البعيده المهمشه , يضع السيجاره على حواف مكتبه يتساقط الرماد على ارض عطنه من رطوبه الاجواء , يغمض عينيه ويستند على يديه . الاكتئاب تملك قلبه , اليأس تملك عقله , الصمت يحوم المكان . جرس الهاتف المزعج كسر الصمت فرد الاستاذ محفوظ : الو
المتصل : الف مبروك يا استاذ محفوظ اخر مقاله ليك حققت صيت عالى واعجبت النقاد والجريده حققت اعلى مبيعات بسببها .
الاستاذ محفوظ : بجد على كده بقه هتنزودلى المرتب
المتصل : مرتب ايه بقه ده انت جالك عرض تعاقد مع جريده يوميه مشهوره ونقاد عرضوا انهم يجمعوا مقالااتك فى كتاب وينشروه على حسابهم كمان.
لم يتمالك الاستاذ محفوظ نفسه من الفرحه , انشرح صدره , وامتلأ وجهه بابتسامه عريضه اتصلت بين اذنيه .
وأخذ يخطط , سينتقل من حاره العبيد الى ميادين الملوك , الملابس ستكون من الحرير ويتحلى بالياقوت , وسيغتنى بالجوائز والنقود , فقد انتقل من فئه المهمشين البعيده مباشره الى وسط السلاطين والملوك
................................
حريقه , حريقه , حريقه
افاق الاستاذ محفوظ على صوت عم عطيه ينادى وامامه تحترق المقاله من بقايا السيجاره
واذا بجرس الهاتف يرن
المتصل : فين المقاله بتاع الاسبوع ده يا محفوظ
الاستاذ محفوظ : اسف والله يا استاذ هكتبها تانى عشان اتحرقت غصب عنى
المتصل : اتحرقت , وانت نايم على نفسك مخصوم منك اسبوع .

شارك اصدقائك