02‏/07‏/2012

التحرش من اشباه الرجال

ترقد مبتسمه حالمه بين النوم واليقظه على انغام زقزقه العصافير والضوء المنبثق من طيات النافذه المدرجه , حتى افزعها صوت المنبه فى تمام الساعه السابعه فتحسسته جوارها فأطفأته وقامت متكاسله دون ان تفارق البسمه وجهها وكأن الحلم ما زال مستمرا , بدأت فى الطقوس اليوميه الصباحيه فى تعجل وكعادتها تصل السابعه والنصف الا خمس دقائق من غير افطار فتهبط مسرعه درجات السلم وتخطو الى رأس الشارع فى خطوات مهروله حتى تلحق بأتوبيس السابعه والنصف لتصل الى الجامعه قبل التاسعه , فأندفعت وسط الحشود المتضاربه لتستقل الاتوبيس حتى انحشرت وسط اجسادهم المتعرقه فى مؤخره الاتوبيس , فلا تستطيع الحراك الا بحركه تماوجيه يحدثها التدافع مع هزات الاتوبيس المتتاليه , تشنج وجهها وهى تقاوم بكل طاقتها كى تخرج من وسط التكادس الذى لا ترى منه سوى الوجوه ولكنها شعرت بالايادى التى لا تعرف صاحبها بين لمسات او قبضات على اجزائها وبروزاتها , فتساقطت دمعاتها دون حول منها ولا قوه بعجز الصمت والاحتباس حتى انفلتت من تكتلهم وصارت فى المقدمه البرحه شبه الفارغه بعد ان فقدت هندام ملبسها وصار وجهها كم خرج من معركه اوشكت فيها على الهزيمه , فالتفتت اليهم صارخه باكيه بقولها " أليس منكم رجل "
والجالسون بين متجاهل او غيرر مبالى او يدعى الانشغال فى جريده او حديث جانبى فقال الرجل الضخم ذو الشارب المبروم الطويل هامسا مصاحبا لوجهه ابتسامه ساخره " ان كانت محترمه فلماذا تركب وسط هذا الزحام " وكأن كل من فى الاتوبيس من الشرذمه الداعره المتفننه فى اصول الاجرام , او ان الاتوبيس سينتظرها حتى يركب الحشد وتطلع على مهل .
سمعه القابع بجواره ذو اللحيه الشعساء والبقعه الخشنه فى جبهته فجاوبه بابتسامه راضيه وقول غير مبالى "ارأيت ملبسها الغير ملائم هو الداعى لما حدث لها فهى تستحق ما جرى حتى تتعلم لذاتها " وكأن الكلب لا يتشمم العظمه المدفونه فى الصحراء او ان الجانى لا يعاقب على فعلاه فى ظل الامور المتخبطه بين انعدام الفهم وسياده العبوديه .
فانتقل الحديث الى المرأه المزدحمه بدهنها الجالسه امامهم والكابسه على انفاس من بجوارها فقالت بضحكه متمايعه " بنات اليوم تفعل ما يحلو لها وتقنع من حولها بتمثيل الظلم الواقع عليها وهول الامر الذى مر بها , من المؤكد انها جاوبته حتى فعل ما يريد وبداخلها سعاده مخفيه "
فسارت همهمات بين القابعين على الثلج فى جمر الجحيم حتى ظهر شاب مفتول العضلات فى سن الفتونه المثاليه ووقف منتصبا حتى ساد الصمت الجميع خشيه ما سيقول , ولكن بسخريه حمقاء قال " اللى اتكسر يتصلح يابنتى " فعبأ الضحك الفراغ من افواه عبثيه جرداء وقلوب اغشاها العمى والفضاء وضمائر ماتت من دون كساء .
فيا ايها الذكور ليست الرجوله بطول الشوارب واللحى والا فالصرصور ارجل منكم بطول شاربه , وليست العضلات المفتوله هى ما يميزكم , ولكن المروءه والادب والضمير اليقظ لحقيقه صوب الاعين , ام انكم ستظلون مختلقى الاسباب الواهيه لتهوانكم ام انه التشفى فى عدم اللحاق بركب التلذذ بأذيه من تظنونهم اضعف منكم , ام انه استبصار العجز المتخفى فى صوره رجل , فينصبوا قاعه المحكمه للمجنى عليه وينادوا بتوقيع اشد العقوبه وينفذون الحكم من فورهم وينسوا او يتناسوا الجانى , فأسرعوا الى ما تبقى من رجولتكم قبل ان يأكلها الظلام فتصيروا خوارا كالمخنثين او الديوسين ليس خنوثه باطنيه كحالكم ولكنها ستظهر فى ميوعه اصواتكم واختفاء قوه عضلاتكم , فعجب العجاب لذكور فقدوا رجولتهم, والاعجب ان كلماتى تثير وطأه الغضب بداخلهم. 






شارك اصدقائك