22‏/06‏/2012

تصنيفات

بعض التصنيفات التى يتناقلها الكثير دون التفكير فيما قد تؤدى الى عواقب :

- الاقباط كان صوتهم لشفيق ( فى حين اللى كان ليهم حق التصويت من الاقباط 3 مليون ونصف انتخب منهم ما يقرب من 50 %)

- المنوفيه والشرقيه وبورسعيد بالاضافه للقاهره دول محافظات فلول ( فى حين ان مرسى واخد نسبه اقل بقليل عن شفيق )

- اللى عطى لمرسى فى جوله الاعاده كلهم اخوان ( فى حين ان مرسى خد فى الجوله الاولى 5مليون ونصف وفى جوله الاعاده 13 مليون )

- اللى قاطع او ابطل لا يهمهم مصلحه الوطن ( فى حين اللى تغاضى عن قتل المتظاهرين كان فى مصلحه الوطن )

- اهل النوبه مهاجرين او ليسوا مصريين ( فى حين انهم من ابد الابدين وهم جزء لا يتجزأعن مصر )

- الثوار الحقيقيون هم من بدأوا الثوره فقط ( فى حين ان من استمر فى التظاهر لاسقاط الظلم هم من الثوار ايضا )

- اصحاب الثوره الحقيقيون هم من حموا المتظاهرين فى موقعه الجمل ( فى حين اصحاب الثوره الحقيقين هم من بدأوا الثوره واستمروا ليكملوها وحموها فى موقعه الجمل ومحمد محمود ومجلس الوزراء وماسبيروا )

- شهداء الثوره هم من ماتوا حتى يوم 28 يناير ( فى حين من فقدناهم فى ماسبيروا ومحمد محمود ومجلس الوزراء واحداث وزاره الداخليه واحداث بورسعيد وغيرها نحتسبهم من الشهداء لان النظام العسكرى لم يتغير )

- من لا يعجبه الرئيس القادم او كسابق العهد من لا يرضى بسيطره الاغلبيه فليهاجر ( فى حين احترام الرأى المضاد وتوفير بيئه ديمقراطيه حقيقه للتعبير عن الرأى هو الحل الاقرب )

واخيرا ستظل مصر للجميع
فكما قال يوسف معاطى
واذا اصبح الجو مصفرا لا نعلم له خيرا
قطرات من الماء بدأت تنزل من السماء بالتدريج ...نقطه ..نقطه وتعود الحياه الى طبيعتها , ارجوكم الا تنزعجوا ولا تقلقوا على مصر ..مهما سمعتم ومهما عانيتم فهى فى النهايه بالتأكيد ح تندع ... 

15‏/06‏/2012

امتحان ثانويه عامه بدون "اسلام"



مع اشراقه جديده , والنسيم يلفح الوجوه وزقزقه العصافير تملأ الآذان فتح عم عطيه باب المدرسه الحديدى الذى احدث صريرا دوى صداه فى الفراغ , وتدافع الاولاد الى الداخل منكفين على اوراقهم وكتبهم , تملأ عيونهم التأهب لحدث جلى , يقلبون الصفحات والسنتهم تسترق المعلومات , يفيض قلوبهم بالامل , ينتظرون حصاد ما جنوه خلال عام , تنظر اليهم من بعيد مجرد اطفال ولكن بعد اقل من نصف ساعه سيبدأون فى تحديد مصيرهم منهم من سيصبح طبيبا او مهندسا او اديبا او فنانا او شاعرا .
رن الجرس وتدافعوا الى لجانهم ومقاعدهم ومنهم من وقف على الباب لا يريد ان يترك الكتاب من يده وكأن ما يقرأه هو ما سيجده فى ورقه الامتحان , وظهر فى اخر الممر المراقبون يحملون كشوف اللجان وورق الاجابات , تراص الاولاد فى صمت يخالطه القلق , واستعداد يخالطه التخوف , وقف المراقب فى وسط اللجنه ينادى على الاسماء :
- احمد السعيد محمد
- نعم
- ابراهيم محمود ادهم
- نعم
- اسلام حسن محمد محمود
- اتقتل .... اتقتل .... اتقتل .
*******
مع غروب الشمس , بنفس الامل وبنفس التأهب يشجعون ويهتفون ويغنون , لم يجمعهم سوى حب الفريق وحب اللعبه التى عشقها الملايين , لم يعلموا ان الفخ قد اعد والمكيده قد دبرت , والعقاب على مطلب الحريه هو الموت او القتل .
" من تالته شمال بنهز جبال وباعلى صوت دايما بنشجع الابطال فريق كبير فريق عظيم اديلوا عمرى وبرضوا قليل "
وسط الحشود يهتفون ,اغراب فى غير ملعبهم , لا يفكرون ولا ينشغل بالهم بالمستقبل القريب يضحكون ويرفعون اصواتهم بالهتافات , ملابسهم باللون الاحمر من بعيد تراهم كشريط واحد لا يشوبه سوى سواد شعرهم , تتحرك اجسادهم النحيله او الممتلئه كلها بنفس الرشاقه وبنفس الاندفاع نحو تحيه اللاعبين حين نزولهم ارض الملعب , وتشجيعهم حين تكون اللعبه جيده او محاوله لتمرير هدف , او حتى الحصول على هدف , بدأ يؤرقهم نزول بعض جماهير الفريق المضاد الى ارض الملعب ومحاولتهم اصابه اللاعبين بالالعاب الناريه , فتعلق اسلام برقبه احمد يترجاه بأن يتركوا الملعب قبل انتهاء المباراه , ولكن الاخ الكبير طمأنه وهدأه وبدا عليهم الاسترخاء , ومع صافره النهايه كانت صافره الانطلاق لحشود لا نعلم من اين تأتى , ابواب فتحت وحواجز رفعت واسلحه شهرت , وتحرك اصحاب الملابس الحمراء محاولين الهروب ولكن لا سبيل فالابواب لم تفتح من ناحيتهم , وبدأت الاضواء فى الانطفاء , ولمعه الاسلحه البيضاء تنعكس فى العيون فتنفلت الدموع فى بكاء او من بال على نفسه فى انزواء , وفشلت محاولات الاختباء فانطوى اسلام حول نفسه حين اقتربوا منه فى حين انشغل احمد بلملمه اجزاءه المتقطعه من هجومهم وهو يبعدهم بيديه الفارغتين , فسقط لا يستطيع الحراك , وتقدم الثلاثه ناحيه اسلام اجتذبوه وانهالوا على وجهه باللطمات , لم يسمعوا لرجائه او تزلله واحكموا قبضتهم عليه واحاطوا رقبته بالعلم ذو الثلاث خطوت ( احمر , ابيض , اسود ) وربطوه فى حاجز اعلى المدرج وافلتوا جسده خلف المدرج فبرزت عيناه ولمعت فى الظلام وازرق وجهه وبدأ جسده فى الانتفاض ..........
اشرقت الشمس بعد ساعات طوال , لنرى جثثا بدون ارواح صعدت الى خالقها تشكى له خيانه المنشغلين بمناصبهم , هذا مذبوح وهذا مشنوق وهذا تورمت رأسه وانفجرت من كثره الضربات , مقاعد ملطخه بالدماء وارض عليها قطع واشلاء , فلم يروا من الوان العلم سوى الاحمر فى ملبسهم وعلى محيط اجسادهم والاسود ما تبقى فى حياه زويهم , وفى البعيد النائى ام تبكى واخ يصرخ واب يولول وصديق يتوعد , وعسكر يضحك
" فى بورسعيد ضحايا شافوا الغدر قبل الممات
شافوا نظام خير مابين حكمه والفوضى فى البلاد
كان فاكر حكمه يوم هيخليه فى اعلى مكان
والشعب الثورى يركع للعسكر زى زمان
اطلق فى كلابك كمان والفوضى فى كل مكان
عمرى ما هديك الامان ولا تحكمنى يوم كمان
فى بورسعيد كلاب لما العسكر فتحوا الباب
انطلقوا والفوضى عمت وقتلوا اغلى الشباب
منهم كان المهندس والعامل منهم ولاد
راحوا وكان مناهم حكمك لاغى فى البلاد
اه يامجلس يابن الحرام بعت دم شهيد بكام
لجل ما تحمى فى النظام اللى انت منه كمان "

14‏/06‏/2012

فلينسحب مرسى ونعلنها " الثوره مستمره ولو على رقابنا "


من اغرب الحالات التى رأيتها كطبيب هو مريض ال COPD وهى حاله مرضيه يسببها التدخين وتصل به لحاله من عدم القدره على التنفس وقد يؤدى به الحال الى سرطان فى الرئه , ومع ذلك جميع الحالات ما زالوا يصرون على التدخين رغم علمهم بأنهم بعد عدد معين من السجائر يأتى ليأخذ جلسه فى المستشفى وتتأخر حالته, ويستمر فى الخطأ ,
فهل الاخوان بعد ما حدث من اخطاء فى خلال عام ونصف العام وقد اوصلونا ووصلوا بالثوره الى ما هى عليه الان , وسيرغمونا على الانتهاء اما فى الزنازين او تحت القبور يعودوا الى صوابهم ام انهم سيستمرون على مكابرتهم وغرورهم بهذا الشكل المزرى , فلقد تم حل ثلث البرلمان والذى ادى الى وقف البرلمان بالكامل , وعدم دستوريه قانون العزل , وبالامس قانون الضبطيه العسكريه والذى يسمح لافراد الشرطه العسكريه والمخابرات القاء القبض على اى مواطن مدنى , مما ادى الى حل اللجنه التأسيسه للدستور والتى ظهر فيها الطمع والجشع كما ظهر فى ما قبلها بحجه " نحن الاغلبيه " وعلى الغرار فغدا سيشكل المجلس العسكرى اللجنه التأسيسيه للدستور وستستمر الانتخابات التى ستأتى بشفيق رئيسا بشرعيه الدستور الغير قابله للطعن ووقتها سيتعهد المجلس العسكرى بحمايه الشرعيه وحمايه الشعب والدوله " على حد قولهم "  فهل سيستيقظ الاخوان الان ويعلنوها صراحه :" سحب مرسى من سباق الرئاسه والوقوف على عتبه الثوره وعدم المشاركه فى جريمه الانتخابات القادمه واعطائها شرعيه" .


الثوره منذ البدايه لم تقم على اسس دستوريه او قانونيه , بل قامت كحركه شعبيه ضد قوانين الدوله العميقه دعا اليها حركه 6 ابريل وتوافق على الدعوه جميع الحركات السياسيه والتحق بها جماعه الاخوان المسلمين , وحيث ان امامنا تاريخ ثورات عالميه سابقه , فان الثوره لم تنتهى ابدا باسقاط رأس النظام سواء بالقتل او العزل , ولكن القوى السياسيه وعلى رأسها الاخوان تركوا الثوره سعيا وراء المكاسب الفرديه فى حين ان النظام لم يسقط وما زال يعمل بكافه قوته , حتى احداث ماسبيروا والقوى متخبطه فى حقيقه علاقه الجيش بالثوره التى صنعوها بضعفهم وبالموافقه على استفتاء بتعديلات هزليه , ويخرج علينا وقتها جماعه الاخوان بتصريح " الجيش خط احمر " وذلك بعد دهس المدرعات للمدنيين , وكذلك فض اعتصام ابريل ثم احداث محمد محمود التى قال عنها الاخوان مؤامره للزج بالاخوان فى معركه ليسوا طرفا فيها ومحاوله لهدم مسيره الديمقراطيه , ثم مجلس الوزراء الذى قالوا فى الجنزورى انه شخصيه لها قبول شعبى ويستمر فى منصبه ثم ظهر لهم حقيقته , ثم احداث العباسيه والكثير والكثير , والان فقدوا الشرعيه التى قالوا عنها " الشرعيه فى البرلمان وليست فى الميدان " وافقدونا شرعيه الميدان , وما زالوا مصرين على استكمال الجريمه لنفقد شرعيه كامله بانتخابات رئاسيه مشكوك فى شرعيتها .


فلينسحب مرسى ونعلنها صراحه " الثوره مستمره ولو على رقابنا "

02‏/06‏/2012

تموت ولا تتقتل


حين اسلم عينه لسبات بعد ارهاق رأى فى منامه وكأن الانتخابات جاءت بـ احمد شفيق رئيسا لجمهوريه مصر العربيه ومرت الايام وعلى غير المتوقع ازدهار فى الاقتصاد وتنميه فى الزراعه وتطوير فى التعليم وزياده فى المرتبات وانخفاض فى الاسعار وارتفاع اسهم البورصه واحترام المصرى بالخارج وعوده الاستقرار فى الداخل والاهتمام بالفلاح والعامل وتوسيع الرقعه الزراعيه والصناعيه وانشاء المدن الجديده وانخفاض نسبه البطاله وكأن الثوره نجحت حقا على يد احمد شفيق , عاما من السعاده والهناء , من التقدم والازدهار , لم يحل مجلس الشعب كما كان متخوفا ولم يسجن الثوار كما كان متوقعا , انتهى العام المبارك وبدأ عام القضاء على اصحاب الالسنه الملقبون بشباب الثوره , حركات وائتلافات ونخبه وكتاب وشخصيات عامه , لن يحتاج احمد شفيق الى تشويههم , بالفعل تم ذلك على يد الاعلام وبعض رجال الدين فهم اجندات وعملاء وفوضويين واناركيين واعداء الدوله والدين , عاما آخر للقضاء عليهم والشعب بجواره يدا بيد فهو الزعيم والقائد , استطاع احمد شفيق الرئيس صاحب السياسه المخضرمه ان يطوع الشعب ويرضيه ويطوع الاسلاميين ويرضيهم فبقائهم فى البرلمان امر حتمى ونصف الحكومه يكفى , مر عام اخر ولم نسمع انجازات للبرلمان وبدأ احمد شفيق يستعد للانتخابات فى الدوره القادمه , اعاد تشكيل الحكومه وتقديم بعض الوزراء ( قيادات اسلاميه ) للتحقيق فى قضايا فساد ادارى ومالى واستخدام نفوذ السلطه فى الكسب غير المشروع , وجائت الانتخابات فلم يحصل الاسلاميون على النسبه المتوقعه نظرا لانشغالهم فى درء التهم الموجهه اليهم والاجتماع مع ما تبقى من شباب الثوره المعتقلين لدراسه كيفيه الخروج من الازمه , ونجاح احمد شفيق فى الدوره الثانيه .

استيقظ فزعا واستعاذ من الشيطان وبصق عن يساره ثلاثا وقام يتخبط فى ظلام الغرفه  يبحث عن كوب ماء يتلقى منه جرعه ترطب جوفه لينسى هذا الكابوس وعاد الى نومه , فإذا بالانتخابات ونتائجها تراوده عن نفسه ولكن هذه المره نجح محمد مرسى فاشتددت الازمات وضاقت الاحوال وازدادت الاضرابات وما زال الانفلات , وامتنع الكثير من الداخليه عن الاجتماعات , ومن قيادات الجيش عن اللقائات والحال يزداد سوءا اكثر مما فات , وحين طالبوا الاجتماع مع القوى الثوريه لم يصلوا الى اتفاقات , هذا يريد منصبا وزاريا والاغلبيه تريد المناصب السياديه , فاجتمعوا بالمجلس العسكرى وهنا جاء الاتفاق , وحل الامن والوفاق ولانهم يسعون للاصلاح فلا سبيل الى الصدام , ارتضوا بالقليل ليحصدوا فى المستقبل الكثير وكان لابد من التضحيه بفريق فضحينا بشباب الثوره اصحاب الالسنه الطوال فهم اجندات وعملاء وفوضويين واناركيين واعداء الدوله والدين , وظل الحكم ابد الابدين من الظاهر رئيس وحكومه وبرلمان ومن الخلف مشير وعنان وبدين .

يبدو انها ليله الكوابيس فالحل ان اظل مستيقظا لا نوم ولا تغفيل , فالعين بصيره واليد قصيره , وما باليد حيله الا ان نكتب ونقول ونعيد ونزيد الميدان ثم الميدان اخوان , سلف ليبراليين , اقباط اتحدوا واثبتوا ان السلطه وسيله او سبيلنا قبر اوتأبيده

حقا انها الحيره يا "سعيد"


وقف احمد محدثا نفسه : " ما هذه الشياطين التى تدعونى الى عصيان ولى الامر , اليس هو من يتولى شئوننا ويحمى حدودنا "

هكذا قالها عن يقين وكأن الدنيا اجتمعت بين يديه والهناء والسعاده صوب عينيه , لا اعلم من اوصل لعقله هذه الكلمات , اهى من باب ضيق على عبيدك , ثم ضيق عليهم اكثر حتى اذا فرجت عنهم شعروا بامتلاك الدنيا جميعا , ام انها من سبل غسل الادمغه بالكلور والمبيضات لازاله كل جميل وليكتبوا عليها من جديد ان ولى الامر كائن لا يمكن عصيانه , وانه الاب والام والابن والابنه , وانه الحامى والساهر , وان اخطأ علينا عذره فازدياد السكان قد فاق الحدود وان رب اسره مكونه من فردين لا يمكنه قيادتها باحكام فما بالك بالملايين من كل شكل ولون .

قاطعه سعيد : "لقد حكمنا بالتزوير , وشئوننا فى الحضيض , وحدودنا فى انفلات وتذليل "

حقا تزوير ما بعده تزوير , فقد احكمت الصناديق وغلفت الاوراق وانتهى الحبر من الاقلام وتطالعنا النتائج ويكأنها الشهاده الثانويه بتفوق ترتيب من اوائل الجمهوريه , ليدير شئون الدوله باحتراف لخدمه زوجته واولاده والمقربين منه دون النظر الى الانحراف فترتفع الاسعار وتضيق الانهار , وتزداد الفجوه بين الاغنياء والفقراء فيزداد هذا ثراء وينوح ذاك رثاء , وعلى الحدود يموت الجنود دون رد الشرف او اعتذار .

صرخ احمد : " ولو ما قلته صحيح فهو الحاكم نطلب منه الاعتدال ولا نخرج عليه , ولنلتف حول مشايخنا فهم طوق النجاه وانا على دربهم اسير وكما قالوا "ولى الامر هذا هو الاب لنا نطلب منه لا نأمره ان يرعانا بعين عطفه ونشد عضده ونقويه لا ان نخرج عليه فتكون فتنه . وليحاربنا الله ان حاربنا خليفه المسلمين "

ياويلنا من التضليل , كيف يعقل ان يكون الجانى حاكما والقاتل قاضيا واعوان الظالمين هم حكماء العصر , الحاكم الظالم يتفنن فى اخضاع شعبه بارادتهم , فمن يحركه الخطاب الدينى فهولاء لهم مفوهون والى القلوب سائرون وهم عن الحقيقه غائبون , يعلمون الناس الجمود ويحثوهم على الركود , ولينظروا لانفسهم لا حاكمهم ,فاخذوا من الاحاديث ظاهرها ومن الاقوال ما يرضى العامه واصبح كل زى جهل مفتى , وانحصرنا بين ظلمه الحكم وظلمه الدين , وكأنما مصائب الحكم تساوى خطايا الفرد.
اخى جاوز الظالمون المدا       فحق الجهاد وحق الفدا.


هب سعيد واقفا ليقول قبل ان يذهب : انه حاكم ظالم وليس خليفه المسلمين , كفاكم تقديسا لاشخاص , كفاكم تمجيدا لحكام , فشيخك ظالم وحاكمنا ظالم " ولا تحسبن الله غافلا عما يفعل الظالمون "

سبحان من له التقديس والتأليه وحده , فقد اصبح الشرك ليس بعباده صنم ولا بعباده القمر او الشمس او النار او البقر , وانما جعلنا بشرا قد يصيبون و يخطئون معصومون فهذا حاكمنا وهذا شيخ حاكمنا وكلاهما لا يخطئون , فانتقلنا لنوع جديد من التمجيد الذى وصل لدرجه التأليه حتى انك تجد من يقول اسمع كلام الشيخ وانفذه فأنا احبه وحبى له يقربنى الى الله ,وكأنه يقول " ما نعبدهم الا ليقربونا الا الله " , وان سألته عن مواراته لظلم الحاكم يقول درء المفاسد مقدم على جلب المصالح , وان قلت له ما الحل لردع ظلم الحاكم قال وما لحاكم الا مغلوب على امره ونحن نحصد ما جنته ايدينا , وان قلت له سنخرج الى الشوارع لنطالب بحقوقنا قال لا ضرر ولا ضرار وان قلت له الاسلام لم يأت لنسكت عن ظلم قال" وما ظلمناهم ولكن ظلموا انفسهم " وان قلت له حدثنى بالعقل قال " افغير دين الله تبغون ".
هكذا خلطوا الامور فيزهق الحق بالباطل , وانبتوا جيلا بل اجيالا ليس لها عقول ولا تعلم من الدنيا سوى شيخها الذى يأمرها بطاعه ولى الامر , وتغاضى عن كلمه حق عند سلطان جائر , والساكت عن الحق شيطان اخرس .


ومرت الايام ومات من الرجال والنساء من مات , وتغيرنا بين عشيه وضحاها من حال الى حال وسعيد ممن نجوا من بطش الحاكم واعوانه , عاد من مطالبه الحق فاقدا احدى عينيه , ليفتح التلفاز فيصدم مما يرى ولا يصدق ما يسمع انه لقاء تلفزيونى مع .......................... احمد

بابتسامه تملأ وجهه يقول : لقد آن للحق ان ينتصر وهزمنا الطاغوت بفضل الله , المجد للشهداء , المجد للثوره ورجالها , ولنكمل ثورتنا المجيده سنقف على تطبيق شرع الله , وكما علمنا مشايخنا ان نقف فى وجه الظلم , وان من يحكم بغير شرع الله فأولئك هم الظالمون , فلذلك قررنا استكمال مطالب الثوره وسنخوض المعركه الانتخابيه ولن نسمح بدعاه الثقافه الغربيه العلمانيه ان يصلوا للحكم " وما النصر الا من عند الله " .

وفوجئ سعيد بزياره أحمد ومعه رجال الصحافه والكاميرات ظن انها زياره صديق ولكنها زياره عمل فهو الان من المشاهير رجال الدين والدوله ويكمل احمد حديثه الصحفى : هولاء المصابين هم اخواننا واخوتنا واول مطالبنا هى الاقتصاص العادل لهم وجلب حقوقهم .

انتصار بعد انتصار , وتقدم لا يقارن , انشأ حزبا ومنه الى اغلبيه تأييديه فهو الحزب الاول فى الدوله واتحد مع كثير من القابعين فى منازلهم وتناسى من خلفه رجال الحاكم الظالم ما زالوا يعملون ويعلمون حتى انهم استرقوا الحقوق وما زالوا يظلمون , اصر سعيد على النزول ليردعهم ويخرب عليهم افعالهم فتعالى دوى الطلقات وادخنه القنابل , وانتظر سعيد قدوم احمد ورجاله ولكن شغفته اللقاءات التلفزيونيه , فخرج على الناس بابتسامته البراقه ليقول : هولاء شباب مأجورين وعملاء يحاولون انتزاع عرس الديمقراطيه من بين ايدينا .

عاد سعيد الى منزله بعد ان فقد عينه الاخرى , وما زال احمد وحزبه فى تقدم , حتى فوجئ بنفسه بدون صلاحيات منتظرا ان يكون الحاكم وولى الامر وفى منصب الخليفه كما كان يقول لتكتمل صلاحياته وفى المنافسه الحاكم الظالم المخلوع
حقا انها الحيره ياسعيد 

شارك اصدقائك