18‏/04‏/2012

الفراغ الذى بدأت منه !!!


هذا الارهاق الذى يضنينى بعد ما عدت من عملى , حبوت جاهدا الى ان وصلت الى سريرى ووضعت رأسى على وسادتى ضاق شعاع الضوء فى عينى جزءا جزءا حتى اختفى تماما , غرقت فى نوم ابدى لم اشعر بعده سوى بالايادى تحملنى وتهز كل اجزائى وتصرخ بى , الا ان الضوء لم يأت ولم انطق بكلمه لانهاهم وكأنى احاول مجتهدا تجاهلهم كى ارتاح من تعبى , تراخت كل اعضائى واستسلمت لوهنى , لم اقاوم الهواء الذى يحملنى وسط ظلمه لا اعلم منتهاها حتى ظهر شعاع الضوء من بعيد ,اقترب الشعاع ومد يده انتشلتنى من ظلمه اللا منتهى الى ضوء انتزع منى قدره الابصار فجأه ومن سرعه الجزب والحركه فى دوامات لا اراها غاب وعيى واسلمت نفسى لهذه اليد التى لا اعلمها , شعرت بنعومه اليد تحملنى , انست لها , وبعد برهه وقفنا ولكنى لم استطع ان افتح عينى , شعرت باليد تتركنى على ارض ناعمه كالحرير , بحرص شديد فتحت جفون عينيا فإذا انا وسط الاشجار عاليه والانهار تجرى صافيه وتغاريد العصافير من حولى  تطربنى , وعبير الرحيق ينعشنى , ونسيم الجو كفجر لامسه الدفء ومددت بصرى فرأيت نفس الضوء , حوريه تقدم نحوى مسرعه تشف الجسد والملبس وضوء كلها ضوء حتى وجهها من جمالها لا يوصف , فقمت من فورى اليها سائلا :
- هل أنا فى الجنه ؟
وانفرجت شفتاها وظهرت لآلئها مبتسمه وقالت بنعومه لم اشهدها من قبل
- ولماذا تسأل !!
- إذن انا فى الجنه , وانت حوريه من حورياتها
- وكيف حكمت على ذلك ؟
- لقد نسيت الحزن والالم , ونسيت التعب والكد , و لا اشعر سوى بسعاده ونسمه وامامى جمال ليس له مثيل
- ألم تكن فى ظلمات الفراغ ؟
- إذن انت هذه اليد التى انتشلتنى , هل كنت حقا استحق هذا النعيم
- أنسيت افعالك الماضيه إنها هذا الظلام , ولكن بداخلك شئ طيب فأنتشلتك منها .
لامست يداها نسيت بها زمانى وغرقت معها فى متاهات الحب وحدى , انهال من خمر فأنتبه وانظر لعينيها فأغيب فى سكر.
فتقدم نحونا رجل مبتسما فردت له ابتسامته وبدأت تحدثه , وتلفت حولى غاضبا فإذا الجنه كلها ملئى بالرجال كلهم يتهافتون عليها يحدثونها ويخاطبونها , فصببت جام غضبى عليهم فلن يشاركنى فى جمالها أحد حتى انتهيت شعرت بها كما لم اشعر بها من قبل , رائعه متوهجه , وبين همسات الحب اخبرتنى بأنى كنت دائما استثناء , لم تخرجهم من ظلماتهم كما فعلت معى وانما هم سعوا اليها , ادركت انى حقا فى النعيم , وان الجنان معها وتحت اقدامها ننام فى حب ونصحو فى حب , نسير فى صمت , ونتجول فى همس بين اشجار الجنه ونعيمها , وقفت امامى ممتعضه حانقه ووجها مختنق , أشارت بإصبعها فى وجههى وصرخت :
- أنت كالجميع فلتعد من حيث اتيت , انتهى وقتك ووقت الجميع .
ذهبت مسرعه وانا خلفها اصرخ عليها : انتظرى انتظرى
تشققت الارض من تحتى والدخان يتصاعد وانفرجت الارض عن لهب وسقطت الاشجار والنعيم وأنا اعدو خلفها فسقط فى نار كالجحيم , حميمها يلهف وجههى , وحرها يخنقنى , وسلاسل منصهره تجزبنى حتى تساقط اللحم من جسدى واخترقت سلسله احشائى فعلقتنى ولوحت بي يمينا ويسارا حتى القتنى وسط النيران , انساب جسدى مسرعا وقد اوشك على الذوبان , حتى خرجت من النيران الى الظلمات , الفراغ الذى كنت فيه بلا ارض ولا جاذبيه ولا ضوء ولا حركه .
انتهى بى الامر فى هذا الفراغ الذى بدأت منه , وما زادنى سوى الالم على فقدان النعيم , فيالها من حوريه زادتنى ألما....

شارك اصدقائك