29‏/03‏/2014

(س) و (ص)


وبعد سقوط الرئيس (م) بحشود لم يسبق لها مثيل
, ظهر أمام العامة أن من ساندهم ووقف بجوارهم ولم يخلف توقعاتهم هو (س) مجده البعض
وألهه اخرين , إلا أن أنصار (م) لم يكفوا عن إدعاء شرعيتهم المزعومة وملئوا الأرض
حرقا وقتلا ووعيدا , ولم ينسوا أن يغرقوا الحوائط بكتاباتهم ( س خاين ) .. العامه
لم يفهموا كلمة خائن حتى أنهم سألوا ( هو خان مين ؟) فكانت الإجابة ( خان الرئيس م
) ففرحوا لأنها كانت رغبتهم , وكلما قرأوا (س خاين ) ازداد حبهم له وولعهم به .

لم ينس العامه أن هناك شخص آخر (ص) على
الساحة , كثير منهم عرفه عن طريق أنصار (م) وهم يغيرون حرف (د) فى اسمه الاول الى
(ض) . معروفين بعشقهم لحرف (ض) ..


وبدأت المعركة ..


(س) و (ص) كل منهم يحاول الوصول الى المقعد
المنشود , الوردة المحاطة بالشوك ما ان اقتحمها وتحمل الالام والصعاب من أجل
الوصول الى عطرها وجدها ذابلة لا ريح لها .. وبالرغم من إصرار البعض ان النتيجة
محسومة قبل بداية اللعبة الا ان (ص) أظهر قوة وجرأة وصلابة وتحمل للصعاب حتى وصل
أولا .. جلس على المقعد الوثير , شعر بطراوته ولينه , نظر من شرفة قصره ليرى من
اسفله كتل اللحم المتعرقة والمتشابكة فى جو خانق داخل اتوبيس السابعة صباحا ,
مثلها فى محطات المترو , واخرى فى الميادين تسير هائمة كأنها بلا وجهة أو مقصد .
نادى على وزراءه وحراسه وقال لهم : أنا هنا بفضل هولاء , أرونى ما تقدرون على فعله
.. حسنوا الطرق , وأكثروا من الأتوبيسات , وابدأوا فى بناء خطوط جديدة لمترو
الأنفاق , وسعوا خطوط انتشار الرقعة السكنية .. أجابوه : ليس الأمر هكذا ياسيادة
الرئيس , لابد أن تناقش الحكومة كل هذا حتى يصلوا الى الميزانية والتى نشك أنها
تكفى لشيئ مما قلت , وبعده ذلك إقرارها من البرلمان . فقال (ص) : يبدوا أنى نسيت
لوهلة مقومات الدولة الحديثة .. خرج (ص) ليزيح عن صدره ضيق التفكير فرأى من أسفل
قصره تلك العشش المتراصة عشوائيا كالبذور الملقاة عبثا فتنتج زرعا عبثا , اغتصاب
وسرقة وتجارة سلاح ومخدرات كأنه كوكب منعزل ينتج سرطانا متزايدا ينهش فى عظام الجسد
بلا توقف , ولا سبيل . وتلك الثلة المتبقية من أنصار (م) ما زالوا يمارسون
قناعاتهم فى الحرق والتفجيرات , وتطور بهم الأمر ليضيفوا على قائمة اغتيالاتهم كل
من تحدث عنهم بسوء .. رفع (ص) رأسه بعيدا الى الجنوب ليجد أناس ليسوا ممن يمكن
النقاش معهم بتلك الكلمات الأكاديمية , ولكنهم لا يطلبون شيئا .. الى الجنوب
البعيد رآهم لا يعرفون بوجوده  , والى
الشرق فى الصحراء كان المأوى للتدريبات العسكرية لمجموعة من أنصار (م) .. توالت
الأيام ولم يفعل (ص) شيئا .. خرج البعض يطالبه بتحسين الأحوال فقرر مصارحتهم بعدم
استطاعته .. لم يتحمل العامه الفشل الجلى أيام حكم  (م) ولم يتقبلوا فرض فاشيته الدينية , وكذلك
الأمر مع (ص) كل ما يرغبونه هو ان يتذوقوا طعم اللحم .. حشود كتلك التى خرجت ضد
(م) مطالبين بسقوطه , وشارك أنصار (م) بطريقتهم , وأهالى العشوائيات بطريقتهم ,
حتى تدخلت المؤسسة العسكرية فى اللحظة الفاصلة وأعلنت عزل (ص) وتجميد الدستور
وإعلان الاحكام العرفية وسيطرتهم على مقاليد الحكم ..... لحين إشعار آخر .



****************


طالما حدث الانفجار الكبير فى لحظة ما , وتشكلت
النجوم والكواكب والمجرات بشكل ما , وتتابع التطور على كوكبنا بشكل ما , وحدثت
الأمور بشكل ما , فما حدث هو احتمال من احتمالات اخرى قد تكون حدثت فى عوالم اخرى
, عوالم كفقاعات متجاوره بعدد لا نهائى , هناك أرض تشبهنا تحدث فيها الأمور بإحتمالات
أخرى ....


****************



فى عالم موازى فاز فى السباق (س) , هو من وصل وجلس أولا ,
تربع على العرش الوثير بعد أن استبدلوا بطانته باخرى أكثر أريحية , بدأت الأمور
تسير بخطى ثابتة , تحركت القوى والعتاد فى مواجهة كل من يحمل السلاح , شهور وتطهرت
الأرض , لحظة انتظرها العامة لشهور طوال , لم يشغلهم من قطع لسانه أو فقد القدرة
على الكلام , فرحوا بإنتهاء الجدل والصخب , وانتظروا ان يفيض النهر بما حلموا به
زمنا , فلم يجدوا من الفخامة الا خواءا , خرجوا ليطلبوا تذوق اللحم فاكتشفوا ان
للحم سعرا , توحشت الجموع وزاد هياجهم , لم يعتادوا ان يدفعوا فى مقابل اللحم ,
فكل من وعدهم بشيئ كان يقول لهم : سآخذ من الأغنياء لأعطيكم , وهذا أعطاهم الأمل
فى العلو وكرها لمن علا .. اجتمعوا وعاثوا فى الشوارع , احتشدوا عن بكرة أبيهم ,
حتى تدخلت المؤسسة العسكرية فى اللحظة الفاصلة وأعلنت عزل (س) وتجميد الدستور
وإعلان الاحكام العرفية وسيطرتهم على مقاليد الحكم ..... لحين إشعار آخر .


************


فى عالم موازى لم تنجح الحشود فى عزل (م) وصارت طريقتهم
اسلوب الحياة العامة , بعد أن قتلوا كل من كان يعارضهم .. صارت الشوارع والبيوت
واشكال الناس وملابسهم كمن خرجوا من عبق تاريخ القرون الوسطى , تمر على ميدان كذا
به شخص يصلب , ومبدان كذا به شخص يجلد , وميدان كذا به شخص تقطع اطرافه , وميدان
كذا به قطع الرؤوس .


***********


فى عالم موازى اتضح ان (س) من أنصار (م) وأحد قياداتهم
السرية .


***********


فى عالم موازى نجح (ص) فى الحكم , واستمر لفترتين
متتاليتين , وترسخت قواعد الدولة المدنية الحديثة .


**********


فى عالم موازى نجح (س) فى الحكم , ورفض أن يترشح لفترة
أخرى بعد أن أرسى قواعد الدولة المدنية الحديثة , وكانت فترة حكمه كافية لخلق
متنافسين مدنيين .


*********

فى عالم موازى كانت لغتى الأم الإنجليزية واعيش فى احدى
تلك الدول المسالمة التى لا تنشغل سوى بالعلم والفنون ولم أكتب شيئا مما سبق , لأنى
ببساطة لا أعلم عن (س) أو (ص) أو حتى (م) ولا الأرض التى يسكنوها شيئا .




(ثرثرة خيالية لا تمت للواقع بصلة )

شارك اصدقائك