02‏/04‏/2012

قطره فى موجه


لا فرق بين قطرات الماء حين تتجازب وتتجاور لتعلو وتنشئ موجه عاتيه عظيمه وترتفع كلما كثرت قطرات الماء فى الانجراف مع قريناتها لتأخذ الموجه ارتفاع امتار حتى اذا ما اقتربت من الشاطئ وتصادمت مع الحوائط المبنيه وانجرفت من فوق الحواجز الصخريه ومع تقدمها تزداد قوتها وترى فى نفسها الخيلاء فلن يقدر احد على ايقافها , تجتاح الموجه المبانى العاليه وتزيل من امامها كل العقبات , تدمر المنازل والمدارس تترك خلفها كل ما يقابلها ركاما , تبدأ القطرات فى التعلق بالركام كلما تقدمت الموجه حتى تتلاشى كل اطرافها فهى بعيده عن البحر لتجدد قوتها ....
اختفت القوه , تبددت اشلائها , ولكنها تركت خلفها اثر غرورها حطاما يظل من تبقوا سنوات ليرمموه ,,,

كلنا قطرات كونت الموجه الكبيره التى تقطع وتهشم وتحطم , كان من الممكن ان نجتمع لنكون موجه تحرك المراكب الى وجهتها , او موجه تدفع بالاسماك لأعلى فتدخل شباك صياد على قاربه الصغير ليطعم اولاده ويبيع ما تبقى , هكذا نصبح قطرات مجتمعه نتفق على ما فيه الخير ,

هذه هى حياه البحر لا تختلف كثيرا عن حياتنا , كلها امواج , موجه كبيره , موجه صغيره , كل موجه تجمعت قطراتها لتفعل ما تشاء , لم ينجرف نحو الشاطئ ليدمر سوى هذه الموجه الطائشه التى جرّت خلفها الكثير ولم يدركوا ما هم واقعون فيه , غرهم كثرتها وهيبتها وسرعان ما تبددت فوق الحطام .
ياليتنى اظل دائما وسط المحيط ولا اقترب من الشاطئ , ياليتنى اظل دائما مع اقرانى فى الموجه التى ت
ُسير المراكب وتدل القوارب على مبتغاها , ياليت ضررى لا يلحق سوى نفسى , ياليت يظهر فينا من يشتت دائما هذه الموجه العاتيه ويعيد وجهتها الى داخل البحر فلا تُحدث ضررا.

شارك اصدقائك