25‏/10‏/2012

الذبيح



وقفت السياره وسط الزحام , الطريق مليئ بالدماء , والاطفال تحوط المكان وتهلل كعرس قادم , تتحرك السيارات بصعوبه وسط هذا الحشد الا انها تتحرك .. اقتربنا اكثر فأكثر حتى صرت أرى ما بالدائره التى يهللون حولها انه ذبيح مربوط قدماه ويفور الدم من اورده عنقه انه عجل صغير اردته ضربه سكين فصرعته قتيلا والجميع يهلل .. الاطفال يصرخون ويهللون , يلطخون ايديهم ووجوهم بالدماء وبعضهم يملأ اكياسا بها , نظرت اليهم متعجبا لبرائتهم التى نحكى عنها دوما ولكن خلفهم وجدت آخر مقيدا فى عمود ينظر للذبيح , شعرت به .. احسست برغبته فى الانتقام , ينظر الى الجميع ويقول : انتم قتله أخى ولكنى مقيد هنا لا استطيع الحراك .. انى رأيتكم بعينى تذبحونه دون رحمه , تصرعونه وتضحكون , أكانت هذه السكين هى سلاحكم , فانتظروا حتى اتحرر وسترون .
ليته ما فكر ولا عقل , ليته ما شعر ولا دمعت له عين , الان يتوعد ويرغب فى الانتقام , وبعد قليل سيزداد التفكير .. رأيته ينظر الى الاطفال ولسان حاله يقول : أنسيتم كم كنا شركاء , أنسيتم الفوضى الاولى حين كنتم تندثرون ولكنكم آثرتم القتل والذبح , صنعتم غريزه البقاء لتبرروا جرائمكم , انكم مثلنا لا فرق سوى همجيتكم ووحشيتكم .
بدأت السياره تتحرك قليلا مع بدايه تدافع السكاكين على الذبيح تسلخ وتقطع , مزقته اشلاء امام عين أخيه .. تخيلت الدموع تنهمر وينفطر قلبه لمشهد أخيه , علمت حينها كم نحن نمتاز عن البقيه من شركائنا فى المملكه الحيوانيه , انها الانانيه وحب البقاء حتى لو على رقاب الاخرين , نقتل بدم بارد  دون ان نقدم واجب العزاء .. صرخ الاخ المقيد وهاج فى مربطه , ابتعد الجميع وشعروا انه ثارت ثورته , هو يصرخ وهم يبتعدون حتى تقطعت القيود وتحرك يمينا ويسارا فى حركه لا يمكن التنبؤ بها , ولكنه هدأ فجأه حين لامست اظافره موضع الدم فأحنى رأسه فى خشوع ثم رفع رأسه للجميع وفى نظره تأمليه رأى السكين فى يد أحدهم فزفر وهو يتوعده بنظرته وانطلق نحوه كدانه مدفع اشتعل فتيلها , عيناه لم تفارق عينى القابض على السكين , ازادات سرعته والاخر يرتعد .. تأهب الواقفون ولكن العجل الذى ثارت ثورته هدأ فجأه ونخ على قدميه الامامتين وكأنه يسلم رقبته فاقتربوا منه فى حزر وبضربه محترفه سقط على جانبه والدم يملأ المكان .. نبهنى السائل الدافئ الذى اصطدم بوجههى فقد رمى احدهم السياره بكيس مملوء بالدم 


04‏/10‏/2012

العانس ناقصه العقل والدين



الدكتوره نوال سيده مصريه اصيله سمحه الخلقه هادئه الطباع رقيقه المشاعر متقلبه الافكار , يجول بخاطرها الكثير الا انها تعود فى النهايه لما تأثرت به من بيئه فقيره متهالكه تغلبها الامثال الشعبيه والاقوال التى تخالطها القدسيه , ليست كباقى قريناتها فائقه الجمال او ممشوقه العود ولكن يغلبها الوسط .. تقدمت بها السنون وهى لا تضع فى اعتباراتها الزوج والاسره حتى وصلت عامها الخامس والعشرون وقد تخرجت من كليه الطب وكانت من المتفوقات وصدر اسمها فى كشوف الذين سيتم تعيينهم فى الجامعه , وبالرغم من الفكر السائد فى بلدتها بعنوسه الفتاه اذا بلغت العشرين الا انها فوجئت بالاستاذ مدحت يتقدم لخطبتها , وكيف لها ان تفكر وقد فاتها القطار الى غير رجعه فلتتشبث بما تجره العربات فى اعقابها حتى ولو كان محملا بالغبرات , والاستاذ مدحت ليس سيئا فهو يعمل فى مجال المحاماه منذ اكثر من 10 اعوام ويزيد عنها فى العمر بما يقرب من سبعه اعوام , يملك الكثير من الافدنه والاطيان ولتحمد الله على تنازله العظيم الذى الجأه اليها وعليها أن تتغاضى عن ملامحه الغليظه فهى خلقه الله , وبطنه العظيمه فهى دليل على جوده , وطريقته المتدنيه البذيئه فى الكلام فالرجل ( لا يعيبه سوى جيبه ) , وحتى لا تفقد ما تبقى من أمل اللحاق بالقطار والهروب من شبح العنوسه الذى أصبح كوصمه عار فى جبينها , كان عليها ان تقدم مزيدا من التنازلت وتوافق على شروط الاستاذ مدحت التى كان اولها ترك الجامعه والتفرغ للاهتمام باسرتها لان ( الست مكانها البيت وتربيه العيال ) وتذكرت هنا ما كان من الخطيب السابق حين تركها لانها رفضت ترك العمل فى الجامعه ثم تحجج لاسرته بأن أنفها طويل , فامتعضت وساومت ( كأنها تشترى كيلو طماطم ) حتى وافقت على ترك الجامعه ولكنها ستعمل فى مستشفى تابعه لوزاره الصحه , فابتسم الاستاذ مدحت واومأ موافقا ويبدو ان السر ليس العمل ولكنه العمل فى الجامعه وما يثبت ذلك انه رفض رفضا قاطعا ان تحادثه فى يوم من الايام عن فتح عياده خاصه بها , ثم اكمل باقى شروطه بأسلوب المتعجرف الواثق من هزيمه فريسته فقال : لا تعجبنى ملابسك ويبدو انها تكلفك الكثير من الغد سأحضر لك اسدالين ونقابين بلونين مختلفين تبدلى بينهما اسود وكحلى فهذا حمايه لك من اعين الحاقدين وايدى الباطشين وانا أرغب فى زوجه صالحه مطيعه . فوافقت وهى لا تدرى مقصده من قوله " يبدو انها تكلفك الكثير " , ثم التفت الى والدها ليتحدثا فى التفاصيل بعدما أشار اليها كى تنسحب من المجلس , وفى غضون اسابيع قليله كانت ترقد فى فراشه بدون (زفه او كوشه ولا حتى فستان فرح ) , مرت الساعات الاولى من ليلتها الاولى مستقبله لتعليماته واوامره وهى خاضعه مستكينه شعرت من أسلوبه انها دخلت عرين الاسد بدون رجعه فبدأ كلامه بقوله : انتبهى الى كلامى جيدا يابنت الناس , ثم استطرد قائلا : لا احب ان يطلع أحد على اسرار بيتى فما يحدث داخل هذه الجدران لا يعلمه أحد حتى ولو كانت امك .. وبالاخص أمك , اما العمل فلن أخلف وعدى ولكن ممنوع الورديات الليليه فعليكى ان تبحثى عن تخصص لا يحتاج لذلك , وبما انك شريكه فى هذا المنزل فعليكى ان تتحملى معى بعض المصاريف فأنت تعلمين كم الديون التى خلفها الزواج وضيق الحال وقله القضايا .
كتمت فى نفسها الضيق وحاولت ان تتناسى ولتضع نصب عينيها ليله الزواج الاولى وسعادتها ونصائح أمها التى ابتدأت بأنه سيمر بعض الوقت حتى تعتاد على زوجها , فهدأت من نفسها وهيأت روحها لتتقبل ما سيفعله بها وانتظرت بعض المداعبه وقليل من القبلات , الا انه هجم عليها كأسد جائع فور رؤيته جزءا من جسدها وبدون مقدمات كان الامر بينهما والذى استمر لدقيقتين مليئه بالسباب واللعنات والوصف البذئ , وهى لم تشعر إلا بألم وضيق واشمئزاز , وبعدما هدأ نام بجوارها واشعل سيجاره ثم التفت اليها وقال : أعذرينى فهكذا أحب ان اضاجع النساء فاعتادى على مثل هذه المداعبات اثناء لقائنا .
كان دخان السيجاره يملأ أنفها ويخنقها وجسده الضخم اللزج يضايقها حتى تصببت عرقا فنظر اليها مبتسما وكان قد انتهى من سيجارته وقال : أعلم ان الامر اعجبك , وسترينه كل يوم . ثم اعطاها ظهره وغط فى نوم يقاطعه الشخير , وظلت تفكر حتى مطلع الشمس  .. هل تخبر امها ؟ ولكنها لا تعلم رد فعله اذا خالفت اوامره , فقد كانت نصيحه امها بالا تفشى سرا ولا تعصى امرا لزوجها , وايضا ماذا ستقول لامها ومم تشتك .. وفى الصباح توافد الحضور يحملون الصوانى معبأه بأشهى انواع الاكل واقفاص مليئه بشتى انواع الفواكه ليطمأنوا على ابنتهم , فوكزها كى تستيقظ وفوجئت به يقرصها فى مؤخرتها وينهرها ففزعت , وخرج يستقبل الضيوف فلحقت به لتجده منهمر فى اكل الطعام ولا يشغل باله الزحام الذى يملأ البيت .. ظلت صامته لا تنطق ولم يمس لسانها طعام فى هذا اليوم , وفى الليل حاولت ان تمتنع عنه الا انها تذكرت لعنه الله عليها اذا بات زوجها وهو غاضب عليها , وقبل ان تستسلم له أخذها رغما عنها حتى أنفت رائحه عرقه العفنه وتقذذت من سبابه الفاحش , وبمرور الايام اعتادت على كلامه وافعاله , تأقلمت مع ابتزازه واستغلاله حتى أن راتبها الضئيل لا يبق لها منه شئ لتشترى ملابس تناسبها كطبيبه .. وفيم تحتاج الملابس وعندها الاسدالين الذين كانا قد اشتراهما لها اثناء الخطوبه تبدل بينهما وترتديه فوق ملابس البيت العاديه دون الحاجه الى تغيير , ولم تعترض لانها تعلم ان مالها حق لزوجها كجسدها .. تعايشت ايضا مع بخله الذى فاق الوصف حتى انه تثور ثورته اذا عاد ووجد مصباحا مضاءا فى وسط النهار او علم انها شربت كوبا من الشاى فى غيابه .
بعدما انجبت طفلها الاول انشغلت به عن هموما فوجدت فيه عزائها ورثائها , وطردت كل مآسيها ليحيا طفلها حياه سويه حتى وصل عامه السادس والتحق بالمدرسه الابتدائيه , فكانت تبدأ يومها فى السادسه والنصف تعد لابنها الطعام وتجهزه للذهاب ثم تهبط معه لتوصله الى المدرسه , وحين تعود لا تستطع ان يغفل جفنها فهى تنتظر حتى توقظ زوجها وتعد له طعام الفطور كل ذلك فى تمام الثامنه والنصف وبعدما يذهب الى عمله تستعد هى للذهاب الى المستشفى , وتعود مهروله فى تمام الثانيه لتحضر ابنها من المدرسه وتجهز طعام الغداء ليعود الاستاذ مدحت من مكتبه فى الرابعه يجده حاضرا فيأكل طعامه ويتركهم لينام القيلوله فهو يتبرك بها ويقول هى سنه عن النبى ( صلى الله عليه وسلم ) , بينما الدكتوره منال تجلس مع طفلها لتقوم بدور المدرس وتستذكر له دروسه , حتى اذا اتت الثامنه يكون قد استيقظ الاستاذ مدحت ويخرج ليجلس مع اصدقائه على المقهى وفى بعض الليالى فى النوادى الليليه , ليعود بعد الثانيه عشر فيطلبها فى الفراش وعليها ان تبتسم وتظهر فرحتها بفحولته وان شعر منها عكس ذلك سبها وهددها بلعنه الله التى تنتظرها وينهى حفلته بقوله : هكذا قال عنك الحبيب ناقصات عقل ودين يافاجره .
كان كل ما يشغل بالها وهى تظهر فرحتها بلقائه ولهفتها على دفئه هو الا يسمع ابنها الفاظه المنفره والا يراها كفأر بين يدى مفترس , وحين تتوق الى التفكير كما الماضى تقف كلماته امامها سدا منيعا فكيف لها ان تتخطى الاستدلال القرآنى او النبوى وهى ناقصه العقل وايضا الدين فهل تسعى لتلحق بها اللعنه او ينزل عليها غضب من السماء .

02‏/10‏/2012

الاطباء الملاعين



الاطباء الملاعين ... حتى هولاء ليس لديهم من الانسانيه ما يؤهلهم لعملهم وبرغم القسم الذى اقسموه وبرغم الاموال التى يملكونها الا انهم ما زالوا يطالبون بزياده مرتباتهم ولكن من أين هل يملك الرئيس مصباح علاء الدين .
قد يخطر على بالك من الوهله الاولى ان تهبط وفى يدك مقبض حديد او (سكينه مطبخ ) وتذهب الى اقرب مستشفى لتدق ( او تقطع ) عنق اى طبيب تقابله , فكيف يضربون عن العمل ويتناسون انهم يتعاملون مع ارواح البشر , هل هى لعبه فى ايديهم , ام يظنون انهم يشفون المرضى .. ان الله سخرهم لذلك !. عزيزى الغاضب دعنى اسألك سؤالا : هل عرفت ما نوع الاضراب الذى دخل فيه الاطباء ؟ وهل عرفت ما هى مطالبهم بالكامل ؟ اذا كان مطلب الاطباء الوحيد هو المال فهو حقهم ولكنهم يطلبون لك حياه كريمه , عزيزى الغاضب متى زرت المستشفى ورأيت فيها الامكانيات والخدمات التى تليق بأرواح البشر ؟ ام انك لم تسمع بالطفل الذى اكلته الفئران فى الحضانه والمرضى الذين لم يجدوا لهم اسره ليناموا عليها والمرضى الذين يموتون من العدوى بأمراض ينقلها هواء المستشفى ( المعقم ) , الم تذهب ويطلب الطبيب تحليل دم او بول ولا تجد فى المستشفى المعامل المؤهله لابسط انواع التحاليل .. نعم انهم الاطباء الملاعين بدأوا امس اضرابهم عن العمل ليس اضرابا كليا ولكن هناك اقسام الطوارئ والعنايه والغسيل الكلوى والحضانات ما زالت تعمل بكامل طاقتها ولم ولن يمسها الاضراب , رجاءا اذهب مسرعا لتدق عنق هذا الطبيب الذى تعامل مع بعض الحالات واجرى الكشف (مجانا) فى الطوارئ بدلا من العيادات ولم يرفض لانه مضرب عن العمل .. هولاء الاطباء الملاعين منذ عام ونصف وهم يقومون بدورهم على اكمل وجه لم يخلعوا ردائهم ويختبئوا فى منازلهم ليشاركوا فى فوضى الانفلات الامنى كما فعل رجال الشرطه , وقفوا بأجسادهم فى وسط المعارك وبأموالهم فى بناء المستشفيات الميدانيه ولم يطلبوا اجرا , أسعفوا كل من اصابته تعديات رجال الشرطه حتى اصيبوا هم باختناقات وخرطوش ولم يستكينوا او يقفوا مهددين بعدم عوده الامن الا بعد زياده مرتباتهم وعوده كرامتهم ( التى اسقطتها الثوره على حد قولهم ) ... عزيزى الغاضب معك حق وبالفعل السلطه لديها نفس رؤيتك (العميقه) فالاطباء هم ملائكه الرحمه الذين سخرهم الله لشفاء المرضى , فكيف للملائكه ان تأكل او تشرب او تتناكح وأنى لها تطلب ذلك وقد سخرهم الله لنا كما سخر الخيل والبغال والحمير لتركبوها وزينه .. يا أخى حتى الحمير تطلب الطعام والحمايه .
حقا انهم الاطباء الملاعين انتظروا حتى هدأت الامور وترسخت السلطه وبدأوا يطالبون بأمور ليست من الفئويه فى شئ فقالوا ان كان على المرتبات فسننتظر ولكن بعد اعداد قانون ولكن لنا الحق فى الحمايه .. هل الاطباء خبيثين الى هذا الحد كى يطلبون الامن والامان ؟ هل يشككون فى عوده الشرطه الذين ضخت لهم الدوله الكثير والكثير من الاموال ليرضوا عنا ويرتدوا زيهم القديم بعدما اعتادوا الملابس المدنيه , ام انهم يطلبون المساواه برجال الجيش الذين تقلدوا الميداليات والنياشين ( وبالطبع الاموال ) فى مقابل حمايتهم للثوره وعدم اطلاقهم رصاصه واحده ( كما فعلوا فى ماسبيروا وابريل ومجلس الوزراء ) , أم انهم تجرأوا وفكروا فى المساواه بسائقى النقل العام ومضيفات الطيران , ولكنهم حقا لا يصبرون فهناك حكومه تعمل ورئيس لا ينام من أجل زياده مرتبات هولاء اما الاطباء فهم ملائكه الرحمه الذين سخرهم الله لشفاء المرضى ( او يكون الرئيس نسيهم كما نسيهم فى خطاب اهلى وعشيرتى وسواقين التوك توك والفواعليه ) .

شارك اصدقائك