18‏/03‏/2012

حدث فى مثل هذا اليوم " كلام عن دستور "



فى مثل هذا اليوم 19 /مارس , من العام الماضى شهدت مصر اولى تجارب الديمقراطيه والتى لم يكن الهدف منها تجربه كيف سيستقبل الشعب الديمقراطيه ولكن هدفها كان تقسيم وحده الميدان والتى تقبلناها بكل سذاجه , وعرف المروجون لرغباتهم كيف يروضون اراده الشارع تاره بدعاوى الاستقرار الذى ما زلنا  فيها وتاره باستغلال الدين فى حين ان الجميع لم يدرك ماذا يحدث ولماذا يحدث؟
فهل كان الاستفتاء معلوما لدى الملايين التى خرجت لتعطى صوتها بنعم او لا ؟؟ اننا حقا موهومون بأمور لا وجود لها ,ولو حقا ادركنا لحظتها ما سنقع فيه وقد مر عام ونتحدث الان عن اختيار لجنه تأسيسيه للدستور الذى كان من المحتمل صناعته منذ عام لو كان الاستفتاء على اختيار اعضاء اللجنه التأسيسيه بدلا من تعديلات على مواد لم يعلمها الا قليل.

اتذكر موقفا منذ عام وفى مثل هذه الليله كانت المشادات الكلاميه والتى وصلت للتعدى باليد حينا امام مدينه جامعتنا العريقه تاريخيا المتعرقه حاضرا بين المنادين بـ نعم والمنادين بـ لا وبعد عناء استطعنا الفصل بينهما وجعلنا لكل فريق منهم ناصيه من الشارع هؤلاء يمينا وهؤلاء يسارا وبعد التهدئه بدأت فى الحديث معهم لاعرف علام يختلفون وما مدى علمهم بالمواد القانونيه التى سيجرى عليها التعديل فاقتربت من احدهم يلبس جلبابا ولحيته صفراء فسألته " هتقول نعم ليه ؟ " فاقترب منى بجسده الضخم ووضح يده فوق كتفى وقال بصوت أجش " لقد اجتمع مائه وخمسون شيخا على القول بـ نعم وأنا ابصم خلفهم " رمقته بنظره تعجبيه وحين سألت فى أى كليه تدرس ؟ ادركت انه طبيبا تخرج للتو من كليته . انسحبت متعجبا من حاله وهو قادم على ورقه ليبصم وقبل وقفتنا كاد يتقاتل من اجل بصمته .....
تركته وذهبت الى الناحيه الاخرى ووقفت بجوار من ينادون بـ لا واقتربت من احدهم كان يوزع ورقه على السيارات الماره , الورقه حمراء مكتوب بخط كبير "لا " وبجانبها عده اسباب للقول بـ لا وحين ظهر وجهه فى الضوء عرفته فهو من زملائى طبيبا ولكن امامه عامين ليتخرج أخذت منه ورقه وانتظرت انتهاء السيارات وسألته : لماذا تنادى بـ لا ؟ فارتجفت يداه وانتفض جسده وتساقطت الاوراق من يده محاولا ان يلتقط منها بعض الكلمات فيلقيها على مسامعى واصتنع الانشغال عنى بالتوزيع ......

ايقنت وقتها ان الشعب بدلا من ان يجد من يعلمه مبادئ الديمقراطيه ويعلمه كيف يختار وضعناه بين خيارات لا يفهمها الا النخبه وزرعنا بداخله الرعب من الخيارات المضاده , وبعد مرور عام ضيعناه فى التحديات الرخيصه لنثبت من الاقوى , عام ضيعنا فيه عشرات الارواح فى كل مجزره , عام فقدنا فيه ثقتنا بالاخر , عام فقدناه وفقدنا معه ثورتنا , جاء اختيار البرلمان على وضع اللجنه التأسيسيه للدستور بنسبه 50% من داخل و 50% من خارج البرلمان والمواطن العادى ما زال لا يعيى ما معنى اللجنه التأسيسيه للدستور ؟ وهل سيتم تمثيل كافه اطياف الشعب في هذه اللجنه ؟ وهل سيتكفل الدستور الجديد بـ " عيش , حريه , عداله اجتماعيه " ؟ 

شارك اصدقائك