15‏/06‏/2012

امتحان ثانويه عامه بدون "اسلام"



مع اشراقه جديده , والنسيم يلفح الوجوه وزقزقه العصافير تملأ الآذان فتح عم عطيه باب المدرسه الحديدى الذى احدث صريرا دوى صداه فى الفراغ , وتدافع الاولاد الى الداخل منكفين على اوراقهم وكتبهم , تملأ عيونهم التأهب لحدث جلى , يقلبون الصفحات والسنتهم تسترق المعلومات , يفيض قلوبهم بالامل , ينتظرون حصاد ما جنوه خلال عام , تنظر اليهم من بعيد مجرد اطفال ولكن بعد اقل من نصف ساعه سيبدأون فى تحديد مصيرهم منهم من سيصبح طبيبا او مهندسا او اديبا او فنانا او شاعرا .
رن الجرس وتدافعوا الى لجانهم ومقاعدهم ومنهم من وقف على الباب لا يريد ان يترك الكتاب من يده وكأن ما يقرأه هو ما سيجده فى ورقه الامتحان , وظهر فى اخر الممر المراقبون يحملون كشوف اللجان وورق الاجابات , تراص الاولاد فى صمت يخالطه القلق , واستعداد يخالطه التخوف , وقف المراقب فى وسط اللجنه ينادى على الاسماء :
- احمد السعيد محمد
- نعم
- ابراهيم محمود ادهم
- نعم
- اسلام حسن محمد محمود
- اتقتل .... اتقتل .... اتقتل .
*******
مع غروب الشمس , بنفس الامل وبنفس التأهب يشجعون ويهتفون ويغنون , لم يجمعهم سوى حب الفريق وحب اللعبه التى عشقها الملايين , لم يعلموا ان الفخ قد اعد والمكيده قد دبرت , والعقاب على مطلب الحريه هو الموت او القتل .
" من تالته شمال بنهز جبال وباعلى صوت دايما بنشجع الابطال فريق كبير فريق عظيم اديلوا عمرى وبرضوا قليل "
وسط الحشود يهتفون ,اغراب فى غير ملعبهم , لا يفكرون ولا ينشغل بالهم بالمستقبل القريب يضحكون ويرفعون اصواتهم بالهتافات , ملابسهم باللون الاحمر من بعيد تراهم كشريط واحد لا يشوبه سوى سواد شعرهم , تتحرك اجسادهم النحيله او الممتلئه كلها بنفس الرشاقه وبنفس الاندفاع نحو تحيه اللاعبين حين نزولهم ارض الملعب , وتشجيعهم حين تكون اللعبه جيده او محاوله لتمرير هدف , او حتى الحصول على هدف , بدأ يؤرقهم نزول بعض جماهير الفريق المضاد الى ارض الملعب ومحاولتهم اصابه اللاعبين بالالعاب الناريه , فتعلق اسلام برقبه احمد يترجاه بأن يتركوا الملعب قبل انتهاء المباراه , ولكن الاخ الكبير طمأنه وهدأه وبدا عليهم الاسترخاء , ومع صافره النهايه كانت صافره الانطلاق لحشود لا نعلم من اين تأتى , ابواب فتحت وحواجز رفعت واسلحه شهرت , وتحرك اصحاب الملابس الحمراء محاولين الهروب ولكن لا سبيل فالابواب لم تفتح من ناحيتهم , وبدأت الاضواء فى الانطفاء , ولمعه الاسلحه البيضاء تنعكس فى العيون فتنفلت الدموع فى بكاء او من بال على نفسه فى انزواء , وفشلت محاولات الاختباء فانطوى اسلام حول نفسه حين اقتربوا منه فى حين انشغل احمد بلملمه اجزاءه المتقطعه من هجومهم وهو يبعدهم بيديه الفارغتين , فسقط لا يستطيع الحراك , وتقدم الثلاثه ناحيه اسلام اجتذبوه وانهالوا على وجهه باللطمات , لم يسمعوا لرجائه او تزلله واحكموا قبضتهم عليه واحاطوا رقبته بالعلم ذو الثلاث خطوت ( احمر , ابيض , اسود ) وربطوه فى حاجز اعلى المدرج وافلتوا جسده خلف المدرج فبرزت عيناه ولمعت فى الظلام وازرق وجهه وبدأ جسده فى الانتفاض ..........
اشرقت الشمس بعد ساعات طوال , لنرى جثثا بدون ارواح صعدت الى خالقها تشكى له خيانه المنشغلين بمناصبهم , هذا مذبوح وهذا مشنوق وهذا تورمت رأسه وانفجرت من كثره الضربات , مقاعد ملطخه بالدماء وارض عليها قطع واشلاء , فلم يروا من الوان العلم سوى الاحمر فى ملبسهم وعلى محيط اجسادهم والاسود ما تبقى فى حياه زويهم , وفى البعيد النائى ام تبكى واخ يصرخ واب يولول وصديق يتوعد , وعسكر يضحك
" فى بورسعيد ضحايا شافوا الغدر قبل الممات
شافوا نظام خير مابين حكمه والفوضى فى البلاد
كان فاكر حكمه يوم هيخليه فى اعلى مكان
والشعب الثورى يركع للعسكر زى زمان
اطلق فى كلابك كمان والفوضى فى كل مكان
عمرى ما هديك الامان ولا تحكمنى يوم كمان
فى بورسعيد كلاب لما العسكر فتحوا الباب
انطلقوا والفوضى عمت وقتلوا اغلى الشباب
منهم كان المهندس والعامل منهم ولاد
راحوا وكان مناهم حكمك لاغى فى البلاد
اه يامجلس يابن الحرام بعت دم شهيد بكام
لجل ما تحمى فى النظام اللى انت منه كمان "

شارك اصدقائك