04‏/10‏/2012

العانس ناقصه العقل والدين



الدكتوره نوال سيده مصريه اصيله سمحه الخلقه هادئه الطباع رقيقه المشاعر متقلبه الافكار , يجول بخاطرها الكثير الا انها تعود فى النهايه لما تأثرت به من بيئه فقيره متهالكه تغلبها الامثال الشعبيه والاقوال التى تخالطها القدسيه , ليست كباقى قريناتها فائقه الجمال او ممشوقه العود ولكن يغلبها الوسط .. تقدمت بها السنون وهى لا تضع فى اعتباراتها الزوج والاسره حتى وصلت عامها الخامس والعشرون وقد تخرجت من كليه الطب وكانت من المتفوقات وصدر اسمها فى كشوف الذين سيتم تعيينهم فى الجامعه , وبالرغم من الفكر السائد فى بلدتها بعنوسه الفتاه اذا بلغت العشرين الا انها فوجئت بالاستاذ مدحت يتقدم لخطبتها , وكيف لها ان تفكر وقد فاتها القطار الى غير رجعه فلتتشبث بما تجره العربات فى اعقابها حتى ولو كان محملا بالغبرات , والاستاذ مدحت ليس سيئا فهو يعمل فى مجال المحاماه منذ اكثر من 10 اعوام ويزيد عنها فى العمر بما يقرب من سبعه اعوام , يملك الكثير من الافدنه والاطيان ولتحمد الله على تنازله العظيم الذى الجأه اليها وعليها أن تتغاضى عن ملامحه الغليظه فهى خلقه الله , وبطنه العظيمه فهى دليل على جوده , وطريقته المتدنيه البذيئه فى الكلام فالرجل ( لا يعيبه سوى جيبه ) , وحتى لا تفقد ما تبقى من أمل اللحاق بالقطار والهروب من شبح العنوسه الذى أصبح كوصمه عار فى جبينها , كان عليها ان تقدم مزيدا من التنازلت وتوافق على شروط الاستاذ مدحت التى كان اولها ترك الجامعه والتفرغ للاهتمام باسرتها لان ( الست مكانها البيت وتربيه العيال ) وتذكرت هنا ما كان من الخطيب السابق حين تركها لانها رفضت ترك العمل فى الجامعه ثم تحجج لاسرته بأن أنفها طويل , فامتعضت وساومت ( كأنها تشترى كيلو طماطم ) حتى وافقت على ترك الجامعه ولكنها ستعمل فى مستشفى تابعه لوزاره الصحه , فابتسم الاستاذ مدحت واومأ موافقا ويبدو ان السر ليس العمل ولكنه العمل فى الجامعه وما يثبت ذلك انه رفض رفضا قاطعا ان تحادثه فى يوم من الايام عن فتح عياده خاصه بها , ثم اكمل باقى شروطه بأسلوب المتعجرف الواثق من هزيمه فريسته فقال : لا تعجبنى ملابسك ويبدو انها تكلفك الكثير من الغد سأحضر لك اسدالين ونقابين بلونين مختلفين تبدلى بينهما اسود وكحلى فهذا حمايه لك من اعين الحاقدين وايدى الباطشين وانا أرغب فى زوجه صالحه مطيعه . فوافقت وهى لا تدرى مقصده من قوله " يبدو انها تكلفك الكثير " , ثم التفت الى والدها ليتحدثا فى التفاصيل بعدما أشار اليها كى تنسحب من المجلس , وفى غضون اسابيع قليله كانت ترقد فى فراشه بدون (زفه او كوشه ولا حتى فستان فرح ) , مرت الساعات الاولى من ليلتها الاولى مستقبله لتعليماته واوامره وهى خاضعه مستكينه شعرت من أسلوبه انها دخلت عرين الاسد بدون رجعه فبدأ كلامه بقوله : انتبهى الى كلامى جيدا يابنت الناس , ثم استطرد قائلا : لا احب ان يطلع أحد على اسرار بيتى فما يحدث داخل هذه الجدران لا يعلمه أحد حتى ولو كانت امك .. وبالاخص أمك , اما العمل فلن أخلف وعدى ولكن ممنوع الورديات الليليه فعليكى ان تبحثى عن تخصص لا يحتاج لذلك , وبما انك شريكه فى هذا المنزل فعليكى ان تتحملى معى بعض المصاريف فأنت تعلمين كم الديون التى خلفها الزواج وضيق الحال وقله القضايا .
كتمت فى نفسها الضيق وحاولت ان تتناسى ولتضع نصب عينيها ليله الزواج الاولى وسعادتها ونصائح أمها التى ابتدأت بأنه سيمر بعض الوقت حتى تعتاد على زوجها , فهدأت من نفسها وهيأت روحها لتتقبل ما سيفعله بها وانتظرت بعض المداعبه وقليل من القبلات , الا انه هجم عليها كأسد جائع فور رؤيته جزءا من جسدها وبدون مقدمات كان الامر بينهما والذى استمر لدقيقتين مليئه بالسباب واللعنات والوصف البذئ , وهى لم تشعر إلا بألم وضيق واشمئزاز , وبعدما هدأ نام بجوارها واشعل سيجاره ثم التفت اليها وقال : أعذرينى فهكذا أحب ان اضاجع النساء فاعتادى على مثل هذه المداعبات اثناء لقائنا .
كان دخان السيجاره يملأ أنفها ويخنقها وجسده الضخم اللزج يضايقها حتى تصببت عرقا فنظر اليها مبتسما وكان قد انتهى من سيجارته وقال : أعلم ان الامر اعجبك , وسترينه كل يوم . ثم اعطاها ظهره وغط فى نوم يقاطعه الشخير , وظلت تفكر حتى مطلع الشمس  .. هل تخبر امها ؟ ولكنها لا تعلم رد فعله اذا خالفت اوامره , فقد كانت نصيحه امها بالا تفشى سرا ولا تعصى امرا لزوجها , وايضا ماذا ستقول لامها ومم تشتك .. وفى الصباح توافد الحضور يحملون الصوانى معبأه بأشهى انواع الاكل واقفاص مليئه بشتى انواع الفواكه ليطمأنوا على ابنتهم , فوكزها كى تستيقظ وفوجئت به يقرصها فى مؤخرتها وينهرها ففزعت , وخرج يستقبل الضيوف فلحقت به لتجده منهمر فى اكل الطعام ولا يشغل باله الزحام الذى يملأ البيت .. ظلت صامته لا تنطق ولم يمس لسانها طعام فى هذا اليوم , وفى الليل حاولت ان تمتنع عنه الا انها تذكرت لعنه الله عليها اذا بات زوجها وهو غاضب عليها , وقبل ان تستسلم له أخذها رغما عنها حتى أنفت رائحه عرقه العفنه وتقذذت من سبابه الفاحش , وبمرور الايام اعتادت على كلامه وافعاله , تأقلمت مع ابتزازه واستغلاله حتى أن راتبها الضئيل لا يبق لها منه شئ لتشترى ملابس تناسبها كطبيبه .. وفيم تحتاج الملابس وعندها الاسدالين الذين كانا قد اشتراهما لها اثناء الخطوبه تبدل بينهما وترتديه فوق ملابس البيت العاديه دون الحاجه الى تغيير , ولم تعترض لانها تعلم ان مالها حق لزوجها كجسدها .. تعايشت ايضا مع بخله الذى فاق الوصف حتى انه تثور ثورته اذا عاد ووجد مصباحا مضاءا فى وسط النهار او علم انها شربت كوبا من الشاى فى غيابه .
بعدما انجبت طفلها الاول انشغلت به عن هموما فوجدت فيه عزائها ورثائها , وطردت كل مآسيها ليحيا طفلها حياه سويه حتى وصل عامه السادس والتحق بالمدرسه الابتدائيه , فكانت تبدأ يومها فى السادسه والنصف تعد لابنها الطعام وتجهزه للذهاب ثم تهبط معه لتوصله الى المدرسه , وحين تعود لا تستطع ان يغفل جفنها فهى تنتظر حتى توقظ زوجها وتعد له طعام الفطور كل ذلك فى تمام الثامنه والنصف وبعدما يذهب الى عمله تستعد هى للذهاب الى المستشفى , وتعود مهروله فى تمام الثانيه لتحضر ابنها من المدرسه وتجهز طعام الغداء ليعود الاستاذ مدحت من مكتبه فى الرابعه يجده حاضرا فيأكل طعامه ويتركهم لينام القيلوله فهو يتبرك بها ويقول هى سنه عن النبى ( صلى الله عليه وسلم ) , بينما الدكتوره منال تجلس مع طفلها لتقوم بدور المدرس وتستذكر له دروسه , حتى اذا اتت الثامنه يكون قد استيقظ الاستاذ مدحت ويخرج ليجلس مع اصدقائه على المقهى وفى بعض الليالى فى النوادى الليليه , ليعود بعد الثانيه عشر فيطلبها فى الفراش وعليها ان تبتسم وتظهر فرحتها بفحولته وان شعر منها عكس ذلك سبها وهددها بلعنه الله التى تنتظرها وينهى حفلته بقوله : هكذا قال عنك الحبيب ناقصات عقل ودين يافاجره .
كان كل ما يشغل بالها وهى تظهر فرحتها بلقائه ولهفتها على دفئه هو الا يسمع ابنها الفاظه المنفره والا يراها كفأر بين يدى مفترس , وحين تتوق الى التفكير كما الماضى تقف كلماته امامها سدا منيعا فكيف لها ان تتخطى الاستدلال القرآنى او النبوى وهى ناقصه العقل وايضا الدين فهل تسعى لتلحق بها اللعنه او ينزل عليها غضب من السماء .

شارك اصدقائك