22‏/05‏/2013

مضطهدة أنا

بتاريخ 11:55 ص بواسطة Unknown

دمعت عيناها وهى تنظر الى السماء , لا ترى الا لآلئ تشع بضوء خافت كشموع وسط صحراء فى ليل بهيم وقالت : لماذا أنا الضعيفه ؟ لماذا أسير وسط القطيع ؟ أفعل ما يفعلون ,أنتظر الزوج مثلهم , وبعده أنشغل بتربية الأطفال وتحضير الطعام والإعداد لليلة حمراء .. ها أنذا أغضب على الجميع ولا أتلقى سوى الإهانات , أين العدل ؟ أم أن العدل لا يسرى سوى على الذكور من بنى جنس البشر ؟ أترانى إن كنت حيوانة هل كنت سأتلقى نفس الظلم ؟ هل فى جنس البقر أو حتى الكلاب يهين الذكر الأنثى ؟ لا أظن وان كان فأعتقد أنهم يقلدون البشر ينظرون الينا نظرة العبد لسيده ويحاولون تقليدنا فى الخفاء , لا يقدرون على الفعل أمامنا وإلا عوقبوا بجريمة التقليد !!
الخفاء .. تلك الكلمة التى أصبحت شيمة بلدتنا , كل شيئ يسير فى الخفاء , وطالما فى خفاء كل شيئ سيظل بخير , فنحن نحب الستر ونرغب فى الغطاء , وإن أحببنا فعلينا أن نكتم الحب فى خفاء , وإن عشقنا فالبوح جريمة شنعاء , صار الخفاء أسلوب حياة , تسترق القبلات فى خفاء والأحضان فى خفاء , ثم إن رآنا أحد غضب وأختنق وجهه ليس لشيئ سوى قصور يديه عن الفعل مثلنا أو أننا اخترقنا حاجز الخفاء بالنسبة له , الجميع يرغب فى ألا يرى , يعيش فى قوقعة ضيقة مرصعة بالمرايا كى لا يرى إلا نفسه .. نحن فى بلدة الخفاء نتصارع على التفنن فيه , وقد تبدو الجملة غريبة بعض الشيئ , ولكن فى الحقيقة هو أمر تفوق فيه النساء , فالذكر أحيانا يبوح بخفايا خارج الصندوق , أما الأنثى فالجميع يتربص بها حتى نفسها , تنظر الى نفسها كترس فى عجلة الحياة التى يقودها ويجلدها الذكر , هو يحب أما هى فلا شيئ لها سوى الموافقة والإنتظار , أو تحب فى الخفاء .. ألم أقل لك إننا فى بلدة الخفاء , لا أحد يرى أحد ونسير وفق أهواء الجدود أو الجدود المستوردين ..
لا شيئ جديد , لا شيئ طبيعى , كلها خيالات , حتى هذه النجوم قد تكون خيالات , ولكن الحقيقة أننى واقفة أنظر اليها منتظرة جواب على سؤال : إن كنت هنا ولدت من ذكر وأنثى فلماذا أنا مضطهده ؟؟


ردود على "مضطهدة أنا"

أترك تعليقا

شارك اصدقائك

 
Best Blogger Gadgets